مقام الدمع ..من ديوان مقام البوح لعبد السلام الفزازي يصدر قريبا

يصدر للدكتور عبد السلام فيزازي، الجامعي بأكادير ، والكاتب المبدع، ببلجيكا، قريبا، ديوان شعر جديد يحمل عنوان “مقام البوح..” يتكون من  120 صفحة، وهذه 3 قصائد من الديوان اهداها الدكتور فزازي للموقع، في انتظار صدور الديوان:

مقام الدمع ..

لم أكن أدرك لون الدمع

ولماذا كانت أمي بيضاء

كنجمة الصبح ..

أتراها بدمعها كانت

ترضع القمر

خسوفا وكسوفا ..؟

أم تراها كانت

تهوى الغوص في

بركة من الرغوة؟

قالوا الدمعة تشبه

جرة خرجت من فرنها

يتمطط حولها الوقت

ملتهبا ويرصع الفجوات!

أتراه كان يخاف أن

يقلق تجعدات اللحاف

وأطراف المخدات الثكلى ..!

اليس من الغريب أن

نكتشف في الدمعة

واديا تحت لجة من مرمر

وقوارير ..!

أعترف أن الدمعة أنثى

تخرج من متاريسها كي

تخطف مصيرها بيدها ..

واعجباه!

كلما أورقت زهرة

عجزت عن اخفاء دمعتين ..

الهذا لا نمسح رباه دمعنا

ثأرا للحزن،

ليصير هودجا للريح، وتأبينا للحياة ..!

قالت لي أمي:

دمعتي يا ولدي تهادن حزني

الأزلي، وتعلقه

بين

السماء والأرض ..

دمعتي غواية لأجل اعادة

الموت إلى الجسد ..

دمعتي بوح يصدح بصمت

الأنبياء،

ربما منهم من تيمم

قبل اعلان النبوة ..

فلماذا يا حجاج خانتك الدمعة

ولم تطاوعك رعشة الوقت ..؟

وما زالت سطوتك تنتحب

في سجلات الجحيم ..؟

تبا وقد أسرجت في الأحياء

روحك، وذقت طعم

الموت ولم تنتظر القيامة ..

لماذا يا عالم تحط عيرك

على هودج دموع الأم،

عجبا ولا تصدق دموع المظلوم ..؟

لماذا تشرب بلا خجل دموع

براءة الأطفال ..؟

ترى من علمك أن العين

تفرز الدمع حقا وصدقت أنها

مجرد

بخار الروح المكلومة ..!

أتراك أيها الشاعر

نسيت عيون الخنساء

كيف انجرحت بداخلها

حين

لم تسعفها الدمعة وأسعفتها

العبارة

في زمن خانها الدهر، والصحب،

بربك من لم يقنعها أن الدموع

لغة انسانية؛ لها مطافئ

لا تدير وجهها عن الثكلى

ولا حتى على مهبات القوافي ..

ترانا رباه حين نسافر بعيدا

لمن نترك الدمعة حيث يبقى

الأمل عن ماض بلا رجوع ..!

أعترف اليوم أن الدموع

تتساوى حين تجتاحنا حاملة

تأشيرة

حزن يشبه حزن يعقوب ..

لماذا يا زمني ترهبنا دموع الرجال،

ولم نتساءل:

أليست لهم قلوب ..؟

دلوني يا عالم من أين تأتي

الدموع ..؟

أمن العين أم تراها من القلوب ..!

كذب المنجمون حين لم يعرفوا

أن لها أجنحة تسابق الزمن ..

لك الله أيتها الدمعة

تسترقين الهمسات لمحو الآهات،

أبدا لم يفاجئني نقر أصبعك،

فهل تستطيعين منع

طيور الحزن أن تحلق فوق الرأس؟

لكنك تستطيعين منعها من أن

تعشعش فوق شعر أمي

بعد الوداع ..

لماذا إذن تعشقين الحط

فوق شفاهنا

تفشلين وتنزلين مدرارا؟

أتراك ستتحولين يوما إلى

شموع تضيئ طريق شاعر

تسمر أمام مياه نائمة ..!

تالله لم يقترب من الشجرة

ولم يقضم تفاحة ..

شاعر يحمل دمعة أم

كانت

تنتسب لشرايين الأرض

البوار ..!

هل بوسعي أن أبكي امي

والكون ينزف مني؟

هل كذب جدي الذي خانه

العراء حين قال واجما:

“.. دموع الأرض يا ابنتي الخنساء

لا تستطيع أن تحمل فلكا

يستطيع أن يتسع لأبوين

يبحثان عن طفليهما

المفقود ..”

لا تستطيع ..

لا تستطيع ..!

//////////////////////////////////////////////////////////////

من هنا..آه من هنا..!

من هنا مرت الأحزان،

ومن جبال الريف مر الطوفان،

لم تكن تسير في جنازته الجبال الشامخة..

ولم يكن الظلم ليشعل الحرائق في ما تبقى من غابات الصقيع..!

فما الذي يقتل فينا عشق الطفولة،

حين يعترينا الموت..!

وما الذي يشد بين الحياة والموت غير خيط دخان..!

وبين الجسد والروح غير سطور وأحزان…!

///////////////////////////////////////////////////////////////////

عجبا للوطن العربي..

الوطن العربي بطاقة بريدية،

تجمد الماء في – الصورة – قبل أن يهجر نبعه،

الرجال في الوطن دمى

والنساء أحشاؤهن حجر،

وأشجار الزيتون والنخيل

ماتت واقفة،

وتدلت من أغصانها جثة

القمر..

ما أضيقك يا وطني في

تصاوير السياح،

وما أوسعك قريتي في

تجاويف صدري..!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد