تلكيثارت 2 : طفولة تصاحب المهرجان

و المهرجان على مشارف اختتام فعالياته لهذه الدورة الثانية وبهذا الاحتضان القوي من طرف الساكنة وضيوف المدينة مغاربة وأجانب مما يؤكد أن التظاهرة قد تجاوزت وبسرعة مرحلة الدهشة لتؤسس لنفسها موعدا سنويا … وبما يؤكد أيضا القناعة بالتصور الثقافي والفني للتظاهرة وانسجامها مع انتظارا ت وحاجيات المدينة بالربط بين خلق الفرجة كحدث فني نظيف وبين الترويج للحي والمدينة عموما مما يجعلنا اليوم أمام صناعة ثقافية بأسلوب تنظيمي يعتمد التلقائية والعفوية في التفاعل مع الفقرات الفنية بخلفية انخراط الجمهور ومشاركته الإيجابية معها…وهذا ما يبرر اختيار تيمة القيثارة كآلة ترفض الصالات المغلقة
وتتجاوب مع الساحات العمومية والفضاءات المفتوحة كتعبير عن رفضها للفكر المغلق لأن اوتارتها لا تعزف إلا بالحياة.. ومن أجل الحياة..
وهذا ماجعل من جغرافية تلبرجت العشيقة وفضاءاتها المفتوحة تنسجم ودلالات ومعنى هذة الآلة الغنائية
لذلك اكتشفنا جمالية ممر علال بن عبد الله وساحتي ايزوران وسندباد بفضل هذه الألحان الموسيقية الموزعة على خمس منصات على طول الممر …كيف تحولت مقاهي الممر إلى منصات ايقاعية …وإلى ذاكرة مفتوحة عبر معارض وبإخراج جمالي مبهر ..ألم أقل بأن عشاق الغيثارة هم اصلا عشاق الحياة
لذلك أتخيل تلبرجت وهي تتباهى الآن بعودة أبنائها إلى حضنها الدافئ وهي تتابع من شرفتها اختتام الدورة الثانية بكل هذا الزخم الإبداعي المبهر بحديقة اولهاو…وهذا الحضور النوعي من مثقفين وإعلاميين ومقامات اعتبارية ….هذا الحضور المتنوع من جنسيات…وأعراق.. .وحدتهم تلغيثارت بلكنة أمازيغية ولمسة إنسانية تترجم بعمق تاريخ هذا الحي ..تلبرجت
هو درس قوي بليغ لبعض المسؤولين الذين يستوردون كل شيء من خارج المدينة أثناء تنظيم تظاهرة ما
هاهم أبناء المدينة وبامكانيات بسيطة ..استطاعوا أن يخلقوا للمدينة مهرجانا فنيا ينسجم وروح المدينة حد أن أسس لنفسه جمهورا من الأطفال كعلامة تفاؤلية بمستقبل التظاهرة..
لأن من تابع – وخلال الأربعة الايام – سيلاحظ هذا التجاوب التلقائي لأطفال صغار يتموجون مع كل الإيقاعات المعروضة سواء في ممرات الشارع او ساحة كاناريا.. وببراءة طفولية ساهم في ذلك انعدام الحواجز وبالمطلق دفاعا عن حرية الغناء والرقص.
أن لمسة الأطفال بصمت بالفعل هذه الدورة وجعلت من تلكيثارت مشروعا ثقافيا يتأسس على الوفاء للذاكرة برؤية مستقبلية تنطلق من طفولة اليوم وتحصينها من كل إنغلاق.. فلنفتح النوافذ والشوارع لاوتار الغيثارة.. نعم.. لاوثار الحياة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد