ورزازات : أم الجمعيات الأمازيغية ”أمريك ”تنبض بالحياة من جديد

أم الجمعيات الأمازيغية ”أمريك ”تنبض بالحياة من جديد تكرم المرحوم ” ابراهيم أخياط “وتحتفي بالشعر الأمازيغي  من خلال الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي.

بمدينة ورزازات مدينة السينما والأحلام والسلام، دأبت أم الجمعيات الأمازيغية جمعية البحث والتبادل الثقافي من خلال فرعها بورزازات أن تنظم ملتقى ثقافي  يعطي الحق للشعر لكي يحلق في السماء لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟

بكل بساطة أصدقاء اللغة هما الشعر والجبل، فالجمعية من خلال هذا الملتقى الذي رفعت فيه شعار الشعر الأمازيغي هوية، جمالية، رسالة  ، كل كلمة في هذا الشعار تحمل بين طياتها مسارات للبحث والتقصي في الثراث والأدب الأمازيغيين .  الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي  ” اغبولا ن اسفرا ” الذي سهر على تنظيمه مكتب جمعية فرع التبادل الثقافي بورزازات جاء في هذه السنة ليكرم أحد رجالات النضال الأمازيغي بالمغرب ، أحد الوجوه والأعلام التي قدمت الشيئ الكثير للثقافة الأمازيغية ألا وهو المرحوم الأستاذ إبراهيم أخياط الذي خلق حركية وفعالية منذ الستينات  في القضية الأمازيغية إلى أن وافته المنية.

وحضر التكريم إبنه ياسين أخياط الشاب الطموح الذي هو كذلك يعمل الكثير لكي يساهم في إنجاز رسالة أبيه، رسالة أحس بها، رسالة هم ،رسالة الشقاء من أجل المعنى ، الشقاء من أجل رفع الظلم على الأمازيغية وعلى شعبها، ياسين تلمع عيناه بالحياة  والعزيمة . يؤمن بالطرح الاقتصادي للأمور كيف لا والمثل يقول ”من أين هذا الشبل ؟ من ذاك الأسد .

افتتح الملتقى الثقافي في الشعر الأمازيغي بعرضين  ثقافيين الباحث السنيمائي  ذ. أفقير العرض الأول ألقاه الكاتب والقاص الصحفي بالإذاعة الجهوية  محمد أكوناض الذي ألقى الضوء في عرضه على معالم ومظاهر كون الشعر الأمازيغي يحمل في تناياه معالم  الهوية الثقافية والرسالة والجمال في الأن نفسه فقد قدم عدة أمثلة غنية من الثراث الشفهي وكذا المكتوب محمد أكوناض  الذي ألف العديد من الروايات والقصص والذي ترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى كرواية تاوركيت د اميك المترجمة إلى اللغة الفرنسية  من قبل الباحث لحسن ناشف  ،كما قدم الأستاذ والفنان التشكيلي والباحث المسرحي لحسن ملواني قراءة عاشقة في ديوان تبرات لصاحبه  المرحوم ابراهيم أخياط  الديوان الذي كما قال الأستاذ الملواني يحمل الرسائل التي ترافع عن الذات الأمازيغية كما تقوم بالتحسيس والتوعية بالقضية الأمازيغية منذ الستينات ، إنه الديوان الذاكرة والتاريخ .

تفاعل الحضور مع المداخلتين بشكل احترافي  ملؤه حب اللغة والثقافة  وحب النهوض بهما  وجاء على لسان   كاتب الفرع الإقليمي لذات الجمعية  الأستاذ سعيد جكان الفاعل الجمعوي والفنان أن جمعية البحث والتبادل الثقافي أعطت الشيئ الكثير ولا تزال معطاء سواء في حقل النشيد التربوي الأمازيغي داخل المخيمات أو في المجال المسرحي ،فالجمعية تحتاج فقط لترميم بيتها الداخلي وتجديد الهياكل الوطنية والإنطلاق بنفس جديد بمعية الجمعيات الأمازيغية الأخرى لمواصلة النضال والعمل. فالمغرب بحاجة إلى ثورة ثقافية تنتصر للتنوع والزخرفة التي يوفرها للوطن الواسع فلما لا فالساحة تسع الجميع . بعد انتهاء الندوتين تم تقديم الديوان الجديد للشاعرة الصامدة صفية عز الدين  التي تحدت الكثير من العراقيل لتتحفنا بدواويين تحمل في بنيتها هموم المرآة الأمازيغية وتدافع عنها بكل  استماتة  وفي ذات اليوم بعد الزوال احتفت الجمعية بأمسية شعرية غنائية  احتفاء بالشعراء والفنانون المحليون والوطنيين فمن الأطلس جاؤوا ومن سواحل أكادير أتوا يحملون في قلوبهم كلمات وأشعار تذيب الثلج وتزعزع الجبال، شعر كله جمال ورسالة وعمق بين البساطة والعمق غنوا جميعا فالشاعر أحمد أوخلا يمزج الشعر بالفكاهة فيخلق من الألم أملا . بينما الشاعر حسن إبراهيم القادم من مدينة أكادير يستلهم من قانون الغاب رسائل تحيلنا على الواقع المعيش قصائده توحي بخطاب عميق في معانيه . بينما نجد شعراء أخرين يمزجون بين القصيدة التقليدية وأخرى العصرية ، كما أن الفنان  عمر أيت سعيد أتحف الحاضرين بأغانيه التي تستمد أصالتها من وحي الزمان والمكان من روح القصبة والجنان من وعي القضية ونوستالجيا الحياة القديمة الأصيلة بكل المعايير والمعاني والبيان، الأمسية الشعرية توسطتها كلمة رئيس الجمعية وبعض الشهادات في حق الأستاذ المكرم ، مثل شهادة ذبركوكو عضو مكتب الجمعية  والكاتب  محمد أكوناض شهادات عميقة في دلالتها.

وعموما إن الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي بمدينة ورزازات هو ملتقى  ينبض بالحياة والجمال ويساهم في النهوض بالشعر الأمازيغي وطنيا ويرتقي بالأدب المغربي عموما .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد