بعد اطلاعي على كتاب ” ألوكوم ذاكرة قرية جنوب في المغرب” للباحث محمد بن خالي وجدته عبارة عن مؤلف شامل ينهل من تخصصات علمية متعددة وأكثر اتساعا، حيث إنه يجمع بين التاريخ، الجغرافيا، الأنثربولوجيا، الإثنولوجا، الأركيولوجا،التراث، و الطوبونميا وعلم الأنساب و جغرافيا المقدس والاستوغرافيا…
هكذا تبدو المهمة إذن صعبة وتحمل الكثير من المسؤولية العلمية، خاصة وأن مجال الدراسة ظل مغمورا في الدراسات عموما إلا إذا استثنينا البحوث الجامعية لبعض طلبة المنطقة الغنية (إثنيا، لغويا، طبيعيا،…) هذا الغنى والتعدد سيكون له انعكاس لا محالة على حد تقديرنا على سير البحث وخلاصاته، إنه سيعطي للمؤلف مادة خام للدراسة وفي نفس الوقت سيتطلب مجهودا فكريا وعلميا مضاعفا بحثا وتصنيفا، فالبحث يغلب عليه الجانب الميداني والذي يتطلب من الباحث مجهودا وقدرات متعددة (التواصل، الوصف، الدقة في التصوير،التحليل…)
هذا إضافة إلى كون هذا العمل لا يلامسنا فقط بل يحتوينا. فالانتماء قدر و الهوية جبر. و محددتها كل ما تختزنه ذاكرة جماعة الةكوم التي هو جزء منها. فهي الضمير الجماعي و اللاوعي الجمعي. ولهذا جاء هذا العمل لتوثيق ذاكراته – ذاكرتهاا- وحاول أن يحيط بكل ما أنتجته أجيال هذه القرية في العصور الماضية من تراث مادي متحقق ماديا قاوم صروف الزمن وآخر لامادي اخذ طريقه في اتجاه الضمور و الانكماش ، وغير المثبت ماديا “أي أنه ما يزال في مرتبة أولى من الإثبات المادي وهو الشفهي وإذا ما تم تدوينه فإنه سيصبح متحققا ماديا، ولكن من خلال وسيط الكتابة أو المخطوطات التي كانت حاضرة في الكتاب عبر الوثائق المحلية الإدارية و المراسلات المخزنية . انطلاقا من كل هذا تبين إن للتاريخ الاجتماعي أهميته، فالحياة اليومية للناس تحمل في طياتها صوراً متعددة تتمثل في العلاقات الإنسانية والظروف الاقتصادية، وطبيعة حياة الأسرة، والحياة المنزلية، وحياة القبيلة، وعاداتها وتقاليدها وإرثها الثقافي والحضاري.
التعليقات مغلقة.