قررت محكمة مصرية حبس الفنان محمد رمضان عامين، بسبب نشر أغنية “رقم واحد يا أنصاص” عبر قناته على يوتيوب دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات الرقابية، ما عرضه للمساءلة القانونية وإحالته إلى المحاكمة
هنا، وفي المناطق الناطقة بتشلحيت، يمكن لأي كان ومتى شاء نشر ما شاء وحيثما شاء دون أن يتعرض لأي مساءلة، مما أفسد المجال الفني في هذه المناطق، واصابه بالضحالة والرداءة، بعد أن عاش عقودا من المجد.
لقد أصبح بإمكان أي كان، و‘ن لم تتوفر له أبسط شروط تيرويسا، أن يصبح رايسا، شريطة أن يتوفر على قدر من المال كفيل باقتناء كلمات ولحن رديئين، والتوجه لأي أستوديو لتسجيل ما يسميه جديده، وينشره دون أية رقابة على كل المنصات، مما جعل فن الروايس يعيش أحلك لحظاته.
فإلى متى ستقف وزارة الثقافة ومصالحها الجهوية والإقليمية مكتوفة الأيدي أمام ما يجري من تسيب في حقل تيرويسا في المناطق الناطقة بتشلحيت؟
وإلى متى سيتواصل التسيب والوساطة في تنظيم المهرجانات والملتقيات الثقافية، حيث يقصى الفنانون الحقيقيون، وتعتلي النكرات المنصات؟
وإلى متى سيتواصل التسيب في المجال الفني بهذه المناطق، حيث يمكن لأي كان، وفي أي لحظة أن يسجل وينشر ما يشاء، دون حسيب أو رقيب؟
وكيف لمن لا يكتب كلمات، ولا يلحن، ولا يمتلك أيا من مؤهلات الأداء الغنائي، ولا يعزف على أية آلة، ولم يسبق له أن غنى، أن يصبح رايسا يستدعى للمهرجانات، بينما الفنانون الحقيقيون يهمشون ويعيشون الفاقة؟
هذه الأسئلة موجهة للوزارة الوصية على القطاع، وممثليها، وكل المتدخلين في المجال الفني لحماية موروث فني مغربي أصيل هو فن الروايس من التسيب، وإحداث جهاز رقابة يتضمن مختصين في كل ما له علاقة بالقطاع، من كتاب كلمات، وملحنين، وعازفين، ومغنين، سينظفون الساحة الفنية من المتطفلين الذين لا يمتلكون من المؤهلات إلا وسطاء يشجعونهم، ووقاحة تجعلهم يظنون أنهم فنانون.
إن الفنان الرايس يجب أن تتوافر له أدنى المؤهلات، أي الإمكانات الصوتية والغنائية الجيدة، وهو ما لا يتوفر في كل الأسماء التي تتهافث على الميدان منذ قرابة العقد، باستثناء بعض الأصوات التي لن ينكر أحد جودتها ومهنيتها.
إ ن وزارة الثقافة وكل المسؤوزلين المعنيين بالقطاع الفني مدعوون لإحداث هذه اللجنة في اقرب الآجال، حتى يتوقف النزيف، ويعود كل من ليس مؤهلا للغناء والإبداع لموقعه الحقيقي، تجويدا لفن عمغربي أصيل اسمه تيرويسا، بوصفه تراثا إنسانيا تجب حمايته وصونه.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.