حبق و نارنج : نص شعري

بقلم :مينة الحدادي

حين رحلت أمي
رحلت الأسماء الجميلة
و الفساتين
الشموس
السنابل
و الدمى الملونة
رحل البخور
و الحناء و ضجة الجارات
حكاياتهن و تفاصيل ساعاتهن  الباهتة

حين رحلت أمي ، نسيتُ رائحة الحبق
و رقصة عاشوراء
و النط على الحبل ، و الحجلة ألعبها رافلة
لم أعد أتسلق شجرة الجيران
و أسرق الجميز لجارنا ، أتعثر في الساقيه
لم أظفر الرطم كما كنتُ ، مع كل ظفيرة أتلصص على قدري ….فأعدو راحلة
التوابل مخنوقة …صارت بلا أسماء
الوجوه ، العيون متآكلة ..
..بلا أصوات …بلا نواقيس
حين رحلت أمي ، صار الرمل خاصرتي
معطفي البحر بلا أزرار
كتبتُ على شطآنه:
كل الصباحات على ساعديك أمي ماطره
النارنج حلو
خطواتي غير متعثرة
رسمتُ ظلي و نجومي الآسره …
و فصولي الآفله
حين رحلت أمي …سُدَّتْ كل المسام…..
ُأغلقتْ كل الشرفات
الأبواب علاها الصدأ
الفرس جافلة
الوطن ضاعت خريطته
و ضاعت  ضحكته السافره

حين رحل والدي
ترجلت كلماتي عن صهوة البوح
أوقفتُ  حماقاتي القديمة و الجديدة
تسمَّم الهواء
صارت الكمنجات صماء
و الينابيع قاحلة ،
على ثلاجة الموتى الجامدة كتبتُ:
أنت حكايتي الأولى
بلا تشبيهات و لا استعارات
اعذرني إن فرطتُ
و أضعتٌ ناصية الضوء في الدخان
فلن أكون غافله .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading