مبادرة “أقرأ”و خير جليس في الزمان كتاب
امحمد القاضي :رئيس جمعية تيويزي للتنمية الاجتماعية لأيت عبد الله
من المعلوم أن القراءة تلعب دورا مركزيا في تطوير القدرة على التواصل والتحليل وإنتاج مجتمع قارئ مثقف، متحضر، وواع بمسؤولياته. الانفتاح على ثقافات أخرى من شأنها العلو بالإنسان الذي سيصبح بدون شك قادرا ومؤهلاص للانخراط في دينامية المجتمع وفي تقدمه وفي حركيته وصيرورتها. العالم العربي يشهد تدني منسوب القراءة الحرة.
في مبادرة إبداعية، وديكور خشبي جداب كخزانة حائطية حاملة للكتب مصممة على شكل كلمة “أقرأ” بصيغة زمان المضارع المستمر، من إهداء أحد أعضاء الجمعية، من أجل تشجيع القراءة الحرة، ومحاولة لإضفاء لمسة فنية بجمالية على فضاء وقاعات المؤسسة، وجعلها فرصة توعوية للقارئ، لأجل تثمين دور الكتاب في حياة التلميذ والأستاذ معا. من أجل هذا وذاك، قامت جمعية تيويزي بإغناء الخزانة المدرسية للثانوية الإعدادية أيت عبد الله بعدة كتب متنوعة باللغتين العربية والفرنسية من إهداء بعض المتعاطفين مع الجمعية الشغوفين بالقراءة، وباللغة الإنجليزية من إهداء تلامذة المدرسة الأمريكية بالرباط مشكورين.
وكمشروع تجريبي، تم تزيين بعض الأقسام بديكور خشبي على شكل شجيرة تحمل أغصانها كتبا،لتسائل التلاميذ وتستهويهم بفعل القراءة، وتفتح شهية وفضول المعرفة، والتقرب أكثر من الكتاب الورقي.
المميز المبتكر والجميل في هذه المبادرة هو المساهمة في إخراج الكتاب من مربع أسوار الخزانة التي عادة ما تحجب الكتاب عن الرؤية والتداول، وأحيانا يتقاعس المتعلم في طلب الكتاب تفاديا لإجراءات الإستعارة. الهدف أن يصبح الكتاب أكثر قربا عرضا، تداولا، وولوجية للتميذ والأستاذ، ويساهم في تأثيث جفاء فضاء قاعات المؤسسة العمومية، كما سيغذي المنظر البصري اليومي للمتعلم.
ومن المنتظر أن يسهل هذا الإجراء عملية إستعارة بعض الكتب من الأستاذ مباشرة مما قد يقوي العلاقة التواصلية بين الإثنين، ويخلق أنشطة موازية تحت إشراف نادي القراءة المدرسي.
وتدخل هذه الإلتفاتة التي إستحسنها المتعلمون والطاقم الإداري والتربوي، في أنشطة تنفيذ بنود الشراكة التي تربط المؤسسة بجمعية تيويزي من جهة؛ وخطوة إيجابية لتقوية مهارات التلاميذ، ولمقاومة، ولو نسبيا، الغزو المغري وغير المقنن للهواتف الذكية المحمولة، شبكات التواصل الإفتراضي وقنوات الفضائيات.
الهدف الأسمى تأهيل التلاميذ لغويا، وتحسين مستواهم في التعابير الكتابية والشفهية.
تأتي هذه المبادرة كمتابعة لورشة القراءة التي نظمتها تيويزي السنة الماضية بإعدادية أيت عبد الله بتنسيق مع جمعية الأنامل الذهبية بإيغرم، مشكورة.
للإشارة، تأهل السنة الماضية تلميذان من إعدادية أيت عبد الله للمسابقة النهائية الجهوية للقراءة ضمن عدة متنافسين في الجهة، وفازت تلميذة بإحدى الجوائز الأولى، خيار فرنسية. وهذا في حد ذاته إنجاز يستحق التشجيع بإعتبار النتائج الجيدة التي يحصل عليها بعض التلاميذ رغم ظروفهم الصعبة وسط قرى جبال الأطلس الصغير النائية والبعيدة عن رفاهية العيش بالمدن الساحلية.
مرة أخرى نتقدم بالشكر الجزيل لكل الداعمين والمتعاونين المؤمنين بنجاعة إحداث التغيير التراكمي بسرعة المرحلة وعبر بناء الإنسان وتطوير قدرات الطاقات المنتجة كأولوية تنموية.
كما نشكر الطاقم الإداري والتربوي على تعاونهم وإنخراطهم في عملية الإعداد والمتابعة للمبادرة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.