بالموذن و سؤال الخلف في العزف على الرباب

بقلم :محمد أيت بن علي

بعد رحيل العازف الكبير الفنان لحسن بالموذن كثر التساؤل عن من يمكن أن يصنف في خانة الخلف لأحسن سلف في مجال العزف على آلة الرباب .

بداية لابد من الاعتراف بأن الساحة الفنية تعج بأسماء عازفين متميزين ولكن وبكل تأكيد سيبقى المرحوم بالموذن علامة فارقة في تاريخ العزف لاعتبارات متعددة ، فالرجل امتلك موهبة وعمل على صقلها عبر السنين فواكب منعرجات أغنية ترويسا بنجاح وثبات وبكثير من السخاء الفني المتجدد، ومن نوافل القول ان نذكر بأن الراحل رافق في صغره عمالقة هذا الفن الثراتي الأصيل فصنع لنفسه مكانة مميزة بينهم أهلته لأنتزاع الاجازة والإعتراف منهم فيكفي أن نذكر بكبار الرباب في السبعينيات أمثال المرحوم محمد امبارك بونصير ، وقبله المرحوم عبدالله بن ادريس المزوضي وأخرون كمحمد أݣيلول ومولاي ابراهيم أمسݣين.

وماميز الراحل بالموذن هي قدرته الفائقة على المواكبة والاستمرارية المطبوعة بروح التجديد وهذا سر غدى حياة فنية دامت لنصف قرن ونيف من الزمان تعامل فيها مع تجارب مختلفة فكان في كل محطة مميزا .

لقد دخل عالم استوديوهات التسجيل في بداية السبعينيات وكانت الآلات المستعملة حينئد هي: (الرباب، لوطار الناقوس، وبعدها أدخلت الطام طام ) وبعدها استطاع أن يدمج معه آلات غربية حديثة ويطوعها صانعا للرباب مكانته المتميزة وجاعلا باقي الالات تابعة له وهذا يدل على احترافية الرجل ورؤيته المتبصرة في عالم العزف.
ولايمكن الحديث ها هنا دون التذكير بان بالموذن يتقن العزف على الكمان والسنتير اضافة الى تميزه كذلك في فن النفخ على الناي .

وعودة إلى السؤال المطروح لمحاولة تقديم اجابة- كمهتم ومتتبع لا يدعي إلمامه باسرار الرباب والعزف عليه – حيث يبدو لي أن أقرب الأسماء التي قد تملأ جزءا من الفراغ ،طبعا على منوال مدرسة بالموذن ، اذكر اسم الفنان عمر أتيگي وبدرجة ثانية الفنان الشاب الحسين الداودي شريدة ان يضعا مسافة بينهم وبين الأداء الغنائي.

قد يقول قائل أنني تجاهلت أمكرود وأفروگ والبنسير فاجيبه : أنهم في نظري يعزفون على طريقة أعراب أتيكي الذي هو امتداد للحاج محمد البنسير المنتمي بدوره إلى مدرسة الحاج محمد اموراگ . وبعبارة أخرى طريقة عزف بالموذن تختلف عن مدرسة أموراك فالرجل سلك مسلكا خاصا به وأسس مدرسته التي رويت من معين القدماء وأصبغها بألوانه الخاصة جراء اجتهاداته ،وأعتقد أن السبب الذي جعله متفردا غير قابل للتكرار هو تخصصه في العزف حيث وضع بينه وبين أداء الإغاني مسافة وقد قربه ذلك من تجارب غنائية مختلفة غالبا ما كانت له فيها بصمته تقويما، وعزفا، وأحيانا تلحينا .

بالموذن الذي رافق ثلة من العازفين للآلات الموسيقية التقليدية والعصرية في استوديوهات التسجيل السمعي والبصري جاعلا من الرباب آلة رئيسية لعزف مختلف التجارب الغنائية سيبقى أسطورة غير قابلة للتكرار رغم وفرة الخلف لكن بأساليب ورؤية بعيدة عن مسلك الرجل.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading