الدكتور رشيد هيبا يسلط الضوء على أعمال الفنانة التشكيلية أسماء الواتيقي
متابعة سعيد الهياق
“نقد الفنون التشكيلية، كغيرها من الفنون، نشاط ملازم لها، يحاول استنباط الكامن والدفين فيها شكلاً ومضموناً، معيناً على اكتشاف أسرار الجمال والنقص فيما يتناوله من أعمال” طلال علا السوري
إن الفن لغة من لغات التواصل الإنساني عامة. والفن التشكيلي أجمل هذه اللغات لأنه يجمع ما بين لغة البصر والرموز والألوان والخطوط.
ويبدو أن الفنانة الموهوبة بالفطرة أسماء الواتيقي قد تمكنت من التألق، وإحداث كتلة من الدهشة وصدمة التوقع لدى المتلقي. ذلك أنها جمعت في لواحاتها التشكيلية التي جاءت عبارة عن بورتريهات تجمع بين الواقعية والتجريدي.
فالبورتريهات التي عرضتها تلتقي في مشهد بصري واحد هو ” المأساة الإنسانية ” فالدماء الصادرة عن العيون والبصر الممتدة الحزين، والعنق المتصلب، كلها إحالات رمزية للعنف الممارس تجاه الانثى/المرأة.
وهو عنف اجتماعي متكرر، وانكماش جسد المراة في بعض اللوحات هو دلالة على انكماش وضعها الاجتماعي المزري. وهناك الجسد الانثوي الطفولي الذي تعرض للانكسار أو حتى الاغتصاب، ورمز ذلك التفاحة المقترنة بالطفلة.
ويبدو أن الفنانة الواعدة المتألقة قد عشقت المدرسة التجريدية السريانية. وذلك من خلال تحويل المرأة إلى لى مخلوق غريب الأطوار يزحف.
كما أن اللون الأحمر الذي يطغى في هذه اللوحات إنما هو إحالة على مبدأ العنف الرمزي السائد في المجتمعات التي لا تنظر إلى المرأة على أنها كيان متساوي الوجود مع كيان الرجل.
ذلك أن بعض العادات والتقاليد قد تحول المرأة أحياناً إلى مسخ أو عدم.
في المحصلة إن ما أبدعته ريشة الفنانة أسماء البارعة الواعدة هو نبض أنثى وصرخة ضد كل انتهاك أو عنف مقصود أو غير مقصود.
وندعو من هذا المنبر إلى الاعتناء بهذه الفنانة التشكيلية وبلوحاتها الجميله سواء في إقليم تارودانت أو عبر المعارض التشكيلية التي تقام بكافة أرجاء المملكة المغربية الشريفة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.