أكادير: العودة إلى الجذور الأمازيغية والحسانية في معرض تشكيلي لدجيمي وفسيح
- عبداللطيف الكامل//
بعد تجربة فنية بصرية كبيرة راكمها الفنانان التشكيليان”الإمام دجيمي” و”رشيد فسيح”قاربت مدة 30سنة،وقادتهما إلى عرض لوحاتهما بمختلف المدن المغربية والأجنبية،عاد الفنانان مجددا وبشكل مشترك في معرض نظم بمعرض حديقة أولهاو بأكادير،للحفر فنيا وبصريا في جماليات سوس والصحراء”.
وهكذا يعلن الفنانان عن قصد وسبق إصرار،من خلال هذا المعرض،إلى العودة إلى هذه الجذور الأمازيغية والحسانية،للترافع عنها فنيا من جهة،وجعلها مادة خامة تؤثث وتؤطر لوحاتهما الجميلة في معرض تشكيلي بصري أراده الفنانان أن يكون مشتركا لما يجمعهما من رؤية بصرية وهم ّفني له قصديته المعلنة مسبقا”الترافع عن التراث المغربي في شقيه الأمازيغي والحساني”من خلال استحضار رموزهما التعبيرية التي تحملها اللوحات المعروضة بمعرض مشترك منظم في الفترة الزمنية الممتدة ما بين 21 مارس إلى غاية 15 أبريل من سنة 2024.
ولعل التيمة المؤطرة للمعرض التشكيلي المشترك هي نابعة من عمق الرؤية الفنية التي تختزل عمل الفنانين معا منذ 30 سنة في البحث والتجريب والإبداع والحفرفي جذور رافدين ثقافيين من أغنى روافد الثقافة المغربية الأربعة،حيث يتبين للزائر حضورجذورالثقافة الأمازيغية والثقافة الحسانية الصحراوية في اللوحات المعروضة بحمولتهما الإستيطيقية الرمزية والتعبيرية على حد سواء.
ويتضح للزائر،من خلال تمعنه في لوحات الفنانين المعروضة،أن دجيمي وفسيح،قد بصما وبفنية عالية على هذه الرؤية التعبيرية المرتبطة بالأرض وبالجذورالضاربة في عمق تاريخ الثقافتين.
كما يلاحظ زوار المعرض أن الفنان الإمام دجيمي غصّ في جذور فنون النقوش الصخرية الصحراوية بأشكالها ورموزها وأسرارها بحيث جعلها مادته الخامة التي تحدد أفقه الفني وتكشف عن همّ فني يهيمن على مخيلته لاسيما وأنه سبق أن ترافع على هذه النقوش الصخرية الصحراوية التي تعرضت مؤخرا للإهمال والتدمير والإستغلال من قبل إحدى الشركات الخاصة بإقليم السمارة وخاصة بمنطقة”العصلي بوكرش”.
وكانت هذه النقوش الصخرية التي تعرضت للتدمير والإتلاف،من الأسباب التي جعلت الفنان الإمام دجيمي يناضل فنيا وبصريا من أجل حماية هذه الجذور الحسانية والترافع عليها لصيانتها كتراث مغربي ضارب في التاريخ،وله حمولة رمزية وتعبيرة وله أهمية كبيرة ذات منحى تأريخي وتوثيقي وأركيولوجي.
ذلك أن الصخور المنقوشة توثق وتؤرخ لحقيقة الحياة التي كانت بالصحراء المغربية منذ آلاف السنين،بدليل أن تلك النقوش تحتفظ إلى اليوم على رسومات ورموز عن الحيوانات التي عاشها منذ آلاف السنين في الصحراء المغربية عندما كانت في السابق ومنذ آلاف السنين عبارة عن إحدى غابات”سفانا”.
أما لوحات الفنان رشيد فسيح فقد عودتنا على استحضار رموز أمازيغية من خلال الألوان والرموزوالأيقونات التي حاول توظيفها بشكل تجريدي باعتبارها مرجعا فنيا يمتح من خلاله الألوان المستقاة من اللباس الأمازيغي الجميل والناصع اللون على الخصوص.
وكانت الجذور الأمازيغية المادة الأساسية التي استقاها منها الفنان تيمة لوحاته كلها المستقاة طبعا من هذا التراث الأمازيغي الغني بحمولاته ورموزه بدءا من لغة تيفيناغ والألوان الزاهية في لباس المرأة الأمازيغية بسوس،والحلي الجميل والمتنوع الذي تجمّل وتزيّن به عنقها وناصيتها ويديها.
وبالتالي فالجذور الأمازيغية حاضرة بقوة في لوحات الفنان فسيح من خلال الرموز والألوان والخطوط التي تهيمن بصريا على مساحات وأشكال كل لوحة على حدة.
هذا وبجانب هذه اللوحات الفنية عرض الفنان رشيد فسيح أيضا مجسمات تشيرإلى سنوات العبودية التي تعرض لها الأفارقة منذ أربعة قرون من قبل الإستعمار الأوربي بدول جنوب الصحراء من خلال عرض أصفاد قديمة وسلاسل تضرب في عمق التاريخ كان الإستعمارالأروبي بإفريقيا يقيد بها الأفارقة السود ليتم بعد ذلك اقتيادهم عبر سفن إلى أمريكا اللاتينية والشمالية لبيعهم في سوق النخاسة.
التعليقات مغلقة.