الاعلام المغربي ضيع الموعد مع اللحظة التاريخية
بقلم : ذ.الحسن زهور
مرة أخرى لم يع الاعلام المغربي والرياضي البعد الافريقي الاساسي للمغرب، وضيع استغلال فرصة بلوغ الفريق الوطني للنصف النهائي للترويج لهذا البعد الافريقي لدى الشعوب الافريقية.
لم يستوعب مسؤولو هذا القطاع هذه اللحظة الكروية التاريخية الفارقة التي وهبها لهم الفريق الوطني فوق طبق من ذهب لاستغلالها افريقيا.
لم يستوعبوا بعد أن البعد الافريقي هو ما يجب العمل عليه بجهد ثقافيا وكرويا و انتماء لاستمالة الشعوب الافريقية نحو قضيتنا الوطنية ونحو تبويء المغرب مركز الزعامة لدى هذه الشعوب، فجاءت هذه اللحظة الكروية التاريخية فضيعوها كما ضيعوا الكثير من الفرص(وما زال الوقت في صالحنا لاستغلالها افريقيا).
فإذا كان المسؤولون السياسيون والاقتصاديون نجحوا في اختراق افريقيا وهو ما نلمسه اليوم في النتائج الإيجابية لصالح قضيتنا الوطنية والتي دفعت امريكا الى تغيير موقفها لصالح المغرب كبوابة اقتصادية لها الى افريقيا المستقبل، فإن الإعلام المغربي ما يزال متخلفا كثيرا في هذا المجال، فلم يستوعب بعد هذا الاختراق المغربي في كأس العالم الذي هو مفخرة افريقية، فبدلا من استغلاله افريقيا ركن الاعلام المغربي إلى ترديد الاسطوانة العرقية (الفريق العربي، الكرة العربية…)التي تبعده عن افريقيا.
ظل الاعلام المغربي متخلفا ولم يساير الحدث الكروي التاريخي، ولم يساير التقدم السياسي والاقتصادي للبلد في اختراقه لافريقيا؛ فالبعد الافريقي للبلد هو مفتاح نهضة المغرب، وهو مفتاح تغلغل المغرب في افريقيا والذي قلب به المعادلات، لكن مسؤولي الاعلام والرياضة المغربية لم يستغلوا الفرصة الذهبية التي وهبها لهم الفريق الوطني للتوغل إعلاميا في افريقيا واستمالة شعوبها.
فما زال المغرب في الإعلام المغربي يروج لصورة المغرب كبلد عربي وليس كبلد افريقي، وما زال هذا الاعلام متخلفا يجتر أخطاءه ولا يحسن استغلال الفرص الذهبية التي تتاح له؛ فلم يستغل تمثيل الفريق الوطني الرائع للكرة الافريقية لاستمالة شعوب افريقيا في هذه اللحظة الذهبية التي منحها لهم هذا الفريق.
لم نسمع من الإعلام المغربي انه وظف الجالية الافريقية في المغرب في هذا الحدث الافريقي الهام في وسائل الاعلام الوطنية وتلك الموجهة للشعوب الافريقية عبر استدعاء بعض أفراد الجاليات الافريقية المقيمة بالمغرب للظهور في القنوات الوطنية.
ولم نسمع في الإعلام توفير فضاء للجالية الافريقية لمشاهدة الفريق الوطني وتسويق المشهد افريقيا، وتسويق المغرب كبلد افريقي يهتم بالافارقة ويمثلهم احسن تمثيل.
لم نسمع في الإعلام الوطني ان السفراء المغاربة في افريقيا استدعوا نجوم الكرة الافريقية لمشاهدة نصف النهاية في السفارات المغربية بافريقيا والاحتفاء بهذه النجوم وتشجيعها لأن هذه النجوم لها تأثير قوي في شعوبها.
لم نسمع من وزارة الثقافة والرياضة انها ستستدعي ابرز نجوم الكرة الافريقية لحضور احتفال رياضي افريقي كبير بالمغرب للاحتفاء بالفريق الوطني الذي يمثل افريقيا ببلوغ افريقيا نصف النهاية وبالتالي المطالبة بالزيادة في التمثيلية الافريقية، واصدار طلب افريقي سيسمى باسم المدينة المغربية التي نظم فيها هذا الاحتفال الافريقي، وهذا ما سيعزز مكانة المغرب في افريقيا وتسويقه افريقيا وعالميا.
وما زال الوقت مبكرا لتدارك الاخطاء، فما قدمه الفريق الوطني للمغرب وافريقيا لا يقدر بثمن، لكنه لم يستغل لأن العقلية الإعلامية والثقافية لم تتغير كثيرا فما زالت التبعية للشرق ولايديولوجياتها مترسخة في العقول، وما زالت العقليات لم تستوعب بعد التغيير التي عرفه المغرب سياسيا واقتصاديا نحو بعده الافريقي، وما زال الاعلام والثقافة في المغرب تعيد نفس الاسطوانة التي تجعل البلد مرهونا بالشرق.
هنا تكمن المشكلة.
ذ الحسن زهور
التعليقات مغلقة.