كأس العالم والدرس المغربي البليغ..
أوسي موح لحسن*
فرحة كبرى عمت قلوب المغربيات والمغاربة بوصول منتخبنا الوطني المغربي إلى الدور الثاني في كأس العالم بالشقيقة قطر.
إنها فرحة التتويج بنجاحات متواصلة على كل المستويات الداخلية والخارجية وبوطنية عالية، و كل ذلك بفضل عمل دؤوب لمؤسسات البلاد على رأسها المؤسسة الملكية والملك محمد السادس.
أن يحقق أسود الأطلس النجاح الكبير بتصدر مجموعة “الموت”، فذاك إنجاز تاريخي بطعم غير مسبوق وبأكثر من معنى ودلالة في هذه اللحظة العصيبة التي تمر منها الإنسانية جمعاء .
إنه يؤكد أن مغربنا يسير في الطريق الصحيح لمواجهة الصعاب رغم كيد الكائدين وحسد الحساد. إنها أيضا ملحمة كبرى حققت الحلم الوطني المغربي في تأكيد الذات والثقة بالنفس، بل زكت اللحمة الوطنية لكل أطياف شعب عريق متعدد ومتنوع ومتشبث بثوابثه.
إنجاز المغرب في قطر هو تشريف لكل الأفارقة والمغاربيين وأيضا لكل الأشقاء في الخليج الذين تجمعنا بهم الكثير من الروابط التاريخية والثقافية والدينية وغيرها ، بل و تجمعنا تحديات المستقبل بكل شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحقيق التنمية المنشودة وسبل العيش المشترك والتسامح ومواجهة كل دعوات الإرهاب والتطرف والحقد والكراهية.
كل الشكر لجمهور بلدان الخليج وايضا المغاربيين والافارقة الذي دعم منتخب الأسود في المدرجات وخلف الشاشات الصغيرة.
الاعتماد على إطار وطني لقيادة الأسود في المونديال أثبت بما لإيدع للشك أن المغاربة قادرين على تحقيق أعظم الانجازات ادا وضعت فيهم الثقة ووفرت لهم الإمكانيات.
بل إن الإعتماد على كل أبناء الوطن بالداخل والخارج هو السبيل لتحقيق آمال وتطلعات شعب عظيم كالشعب المغربي.
إنها التوليفية القادرة على الانتصار على الكبار وافشال مخططات الأعداء.
كم كانت الفرحة كبيرة حين انتصر منتخبنا الوطني على بلجيكا وكندا. وكانت الفرحة أكبر حين يرفرف علمنا الوطني عاليا في المونديال، وأيضا أن يسمع النشيد الوطني في كل القنوات العالمية وفي كل البيوت.
ولطالما عانق المغاربة ذات الفرحة والحبور بإنجازات أبطال في رياضات مختلفة جعلت من المغربيات والمغاربة النموذج المثال لبناء الإنسان مهما كانت التحديات والرهانات.
إنه إنجاز فشلت في تحقيقه بلدان لها من الإمكانيات ما لم يتوفر لبلدنا، بل و عجزت عنه دول لطالما احتقرت شعوبا عريقة كشعبنا المغربي، وتناست أن المغرب الأقصى أمة كبيرة بتلاحم عرشها وشعبها، وأنها حققت المعجزات في مواجهة قوى عالمية لازيد من 35 قرنا، بل وحافظت على استقلالها لقرون وقاومت كل قوى الاستعمار .
إنها ذات الملحمة المغربية التي ستتواصل بأقدام الشابات والشباب المغربي الغيور على وطنه، وسيتواصل التالق المغربي بعزم واصرار بناته وأبنائه على تشريف وطنهم وملكهم، ولا عزاء للحاقدين، فالمغربيات والمغاربة الواثقين في وطنيتهم ومواطنتهم يستحقون التربع على عرش الأمم مغاربيا وقاريا وجهويا وعالميا..
إنه الدرس المغربي البليغ لكل الشعوب والأمم.
*أوسي موح لحسن
موقع أحداث انفو
الدار البيضاء 5/11/2022
التعليقات مغلقة.