بدأت جموع الحجيج تتوافد، صبيحة اليوم الجمعة التاسع من ذي الحجة، إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، إذ يقف المسلمون في عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها.
وفي عرفات يصلي الحجاج الظهر والعصر قصرا وجمعا جمع تقديم بأذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة النبي القائل “الحج عرفة” .
وفي هذا اليوم العظيم ينشغل الحاج بالتلبية والذكر ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله- عز وجل- خاشعا متضرعا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده ولإخوانه المسلمين جميعا .
وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا ، ويمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة، وبوسطه شاخص طوله 4 أمتار ، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ، ويقع على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 15 كيلو متر ا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر ب 4ر10 كيلومترات مربعة.
وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة تسير قوافل الحجيج صوب مشعر مزدلفة ليصل وا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم، ثم يبيتون ليلتهم هناك ملبين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة عرفات .
وشهدت المناطق المجاورة لجبل الرحمة في حج هذا العام 1443هـ إطلاق مشروع تطوير وتحسين المناطق المجاورة لجبل الرحمة، وذلك ضمن مبادرة معالجة التشوه البصري بالمشاعر المقدسة ، سعيا للارتقاء بالخدمات والمرافق لتجويد الخدمة المقدمة لمرتادي المنطقة المحيطة بجبل الرحمة طوال العام، بشكل يتواكب مع متطلبات العصر.
ويحتوي المشروع على حزمة من الخدمات التي سترتقي بالمكان وتجعله أكثر راحة، إذ تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، وإنشاء مواقف عامة للباصات وأخرى لسيارات الزائرين، وتطوير دورات المياه الحالية، وإنشاء دورات مياه جديدة، إلى جانب إنارة الجبل والمنطقة المحيطة به، وتطوير وتحسين أعمدة تلطيف المناخ ومشارب المياه.
كما سيوفر المشروع مناطق خضراء وجلسات ومساحات لرياضة المشي، إضافة لنقاط بيع مطاعم وكافيهات، وعمل منظومة إرشادية، ومنصات لقنوات التلفزيون، وإنشاء أبراج مراقبة أمنية، وتجهيز مواقع مخصصة للجهات الحكومية التي تخدم الحاج والزائر.
التعليقات مغلقة.