بقتل قوات الاحتلال الاسرائيلي للصحفية بقناة الجزيرة شرين أبو عاقلة تكون أظهرت للعالم أن الحكومات الصهيونية إنما هدفها هو إتمام ما بدأه أجدادها أي قتل حاملي الرسائل. وأن مقتل الصحفية المذكورة وبدم بارد من قبل قوات الاحتلال كما عبر عن ذلك الصحفي الذي كان يرافقها عند إعدامها دون محاكمة، يؤكد لمن لا زال في شك أن الدولة المحتلة الإسرائيلية التي قامت على إيديولوجية صهيونية، وبمساعدة أسياد في العالم، لم تظهر للوجود إلا لتكون أداة لبث عدم الاستقرار في العالم، ولخلق الفتن بين ناس مجتمع واحد، ولهدفها المذكور فقد تبرأ منها اليهود المتدينين واعتبروها شرا عليهم وعلى العالم، وخاصة الشعب الفلسطيني الذي عانى وما زال يعاني من جبروتها وظلمها بقتلها الآلاف منهم نساء وشيوخا وأطفالا.
والدولة المحتلة عندما تطال أياديها لصحفية تعمل في شبكة اعلامية ذات صيت عالمي، فإنها إنما لتذكر الجميع أنها ومن يقف من ورائها من الفئة القليلة من محتكري الثروة والمال في العالم، الذين اشتروا ضمائر رجال السياسة في العالم كممثلين لشعوبهم المقهورة هم الأسياد الآمرون والناهون لقراراتهم، وأن ما يسمى حقوق الإنسان وحرية التعبير ما هي إلا شعارات يرفعونها لخدمة أغراضهم الدنيئة.
إن مقتل الصحفية شرين أبو عاقلة التي كرست حياتها المهنية لإيصال ما ترتكبه الحكومة الصهيونية لجميع بيوت العالم من جرائم ضد الشعب الفلسطيني يحتاج إلى استنكار وإدانة لتلك الحكومة، ومطالبة محاكمتها بالمحكمة الجنائية الدولية، وتكون مناسبة وتذكير لمن لا زال يعتقد أن التعامل مع الكيان الصهيوني فيه منفعة وخير، والذي لا يعدو في الحقيقة إلا سم في عسل سيتذوقوه هم أولا قبل أن يطال مداه المدمر لباقي المجتمع.
*الأستاذ اليزيد كونكا: محامي بهيئة اكادير باحث في القانون.
التعليقات مغلقة.