لعل أن الجميع يراقب عن كثب حجم الترهيب النفسي الذي يطال بعض أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية وطنيا والمشاكل الجمة التي يتخبطون فيها مع بداية كل موسم دراسي: {الكتب – غياب الأقسام – التنقل بين القاعات …} ناهيك عن كثرة التشنجات سواء مع بعض الأطر التربوية أو الإدارية؛ كون أن إدماج اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية لا زال عصيا على أذهان الكثيرين من ذوي النظرة الإقصائية والإديولوجية المشرقية سواءا في شقها الإشتراكي أو الإخواني.
-
لكن الطامة الكبرى والأعظم والتي زادت الطين بلة هو بعض السادة المفتشين الذين أسندت لهم مهمة تأطير خريجي مادة اللغة الأمازيغية؛ فعوض حلحلة المشاكل التي يعاني منها الأساتذة والترافع عنها؛ يفضل البعض منهم للأسف الشديد الإصطفاف إلى جانب من يكنون حقدا دفينا للأمازيغية بالحقل التربوي؛ من باب { ماقدهم فيل زادهم فيلة}؛ ففي الوقت الذي يتصارع فيه الأساتذة للخروج من عنق زجاجة الإشكالات العويصة التي تقف في وجه تنزيل ورش تدريس الأمازيغية؛ تفتح في وجههم جبهة جديدة من جبهات الشد والجذب والمشاحنات.
-
أخص بالذكر هنا مسألة جدول حصص اللغة الأمازيغية الأسبوعي الذي ترك العديد من أساتذة اللغة الأمازيغية في مواجهة التسلط الإداري؛ رغم أن المسألة واضحة وضوح الشمس في يوم مشرق جميل؛ فكل من يفقه اللغة العربية جيدا يعي حق الوعي والمعرفة أن المذكرة الوزارية المحددة لعدد الأقسام المسندة لأستاذ اللغة الأمازيغية بعيدا عن التأويلات الخاطئة قد حددت في 24 ساعة؛ وأن ما جاء في المنهاج مجرد اجتهاد لا يرقى للتطبيق؛ ضف إلى ذلك أن المنهاج يبقى ضعيييفا من حيث القوة القانونية مقارنة بالمذكرة.
-
نتفهم حق الفهم ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق السادة المفتشين وحجم الرقابة من طرف المدراء الإقليميين ومدراء الأكاديميات أحيانا؛ لكن للحكمة والرزانة والفطنة والدهاء دور في خلق التوازن ووضع حيز للممكن؛ كما هو الشأن بالنسبة للسيد المفتش{…..} بمديرية خنيفرة الذي أقف له تقديرا واحتراما على جرأته في وضع مذكرة إقليمية موجهة للسادة المدراء ومديرات المؤسسات التعليمية التي تلزم فحواها 24 ساعة عمل أسبوعية لأستاذ اللغة الأمازيغية.
-
ما يحز في نفسي صراحة هو أن بعض السادة المفتشين؛ طالما تبجحوا بالنضال من أجل الأمازيغية والدفاع عنها في العلن؛ لكنهم في مهمة تكليفهم انتصر النقيض؛ لذا أتمنى أن يعيد البعض فيهم النظر لمثل هاته الإنزلاقات والعمل على صون ما تبقى من مكتسبات أساتذة اللغة الأمازيغية؛ فتعميمها لا ينبغي أن يكون على حساب الأستاذ من خلال إثقاله بساعات عمل غير قانونية بل بخلق مناصب مالية جديدة.
-
وعبره أناشد كل أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية برص الصفوف {إقليميا – جهويا – وطنيا} والدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة بكل السبل القانونية المتاحة والممكنة؛ فإما نكون أو نكون؛ نحن هنا من أجل الأمازيغية ولا شيء غير ذلك؛ وتحية حارة لكافة المفتشين المكلفين بملف الأمازيغية في مختلف مديريات وطننا الحبيب والقابضين على الجمر ممن استفدنا الكثير من تجربتهم التعليمية الطويلة؛ والسلام.
التعليقات مغلقة.