أمكروديات : في الحاجة إلى تشخيص حقيقي لأعطاب التعليم (1)
الوقائع شبه واقعية وتعود لسنة 1993
يكتبها للموقع الطيب أمكرود
بعد سنتين تكوينيتين بمركز تكوين المعلمين بالرباط، عين سي محمد، ابن عائلة رباطية، بأحد دواوير إقليم الصويرة. من نافذة حافلة الرباط الصويرة يراقب المعلم ذو الاثنين وعشرين ربيعا شوارع الرباط وهو يغادرنحو عالمه الجديد، ولأول مرة سيتجه جنوبا نحو عوالم لم يزرها قط.
تشير الساعة إلى السادسة صباحا عندما تراءت له الصويرة من مرتفع أزلف، ولجت الحافلة إلى المحطة، أنزل أمتعته، وسأل أحد رواد المحطة الطرقية:
فين جات أكرارو عافاك؟
شوف أخويا، غادي تخرج من هنا، دور على ليسر أوسير لمحطة الطاكسيات، تما سول.
أودع أمتعته بمستودع الأمتعة، وغادر المحطة متجها كما أرشده أحدهم إلى محطة الطاكسيات.
أكادير أكادير
سميمو بلاصة
تمنار تمنار
الحنشان واحد…
كان السائقون يرفعون عقيرتهم بالصراخ والنداء كل إلأى وجهته، لم يسمع ذكرا لأكرارو، توجه إلى أحدهم:
خويا الطاكسيات ديال أكرارو فين نلقاهوم؟
لا أخويا هنا موحال كاينين، سول هاداك مول الطاكسي ديال سميمو
توجه إلى سائق الطاكسي الأزرق من نوع ميرسيديس 240:
الشريف، فين نقدر نلقا الطاكسيات ديال أكرارو؟
أكرارو ماكايناش الطاكسي ديالو، غادي تركب لسميمو، من سميمو غادي تركب لأيت داوود، وف أيت داوود، غادي تشوف شي خطاف اللي يديك أنتا وأصحابك لأكرارو
شحال باش بعيدة أكرارو من هنا؟
من هنا لمسمو 40، ومن سميمو لأيت داوود تقريبا 60 كيلومتر، أكرارو غادي تكون تقريبا شي خمسين بيست من أيت داوود، ماكاينينش الطاكسيات، غير الخطافة، ولكن موجودين. واش فطرتي بعدا؟
لا، يالاه حطني الكار ديال الرباط
آه، الله يحسن عوانك، يالاه صيفطوك لأكرارو؟
في مقهى أمام قبالة المحطة الطرقية تناول فطورا اختلفت نكهته عن فطور والدته، فهو ابن الرباط الذي تابع دراسته وسنتي تكوينه معلما إلى أن تخرج وعين قرب بيت الأسرة، ولم يغادر قط بيت والديه إلا متوجها لأول مرة نحو غقليم الصويرة وتحديدا مجموعة مدارس أكرارو بجماعة أسايس.
يتبع
الوقائع شبه واقعية وتعود لسنة 1993.
التعليقات مغلقة.