تارودانت: توقيع كتاب” آليات تثمين الموروث الثقافي اللامادي بأكادير إداوتنان” للدكتور محمد جلال أعراب (معه فيديو + الصور)
أزول بريس- سعيد الهياق//
جمعية شباب الأطلس بتارودانت تفتتح موسمها الثقافي السنوي مساء يوم السبت 05 يونيو 2021 بمقرها بعقد ندوة فكرية حول كتاب ” آليات تثمين الموروث الثقافي اللامادي بأكادير إداوتنان محاولة في تأسيس رؤية منهجية” للدكتور محمد جلال أعراب من تقديم الأستاذ حسن أمدوغ الباحث في التراث الأمازيغي ومن تسيير الأستاذ إبراهيم الياسيني الفاعل المدني ورئيس جمعية بلادنا. وحضر الندوة ثلة من الشخصيات الثقافية وباحثين في مختلف المشارب الفكرية في الثقافة والتاريخ والمسرح إضافة إلى رؤساء بعض فعاليات المجتمع المدني من مختلف أطياف النسيج الجمعوي بعد محدود مراعاة للتدابير الاحترازية التي سهرت على تنظيمها أطر وسواعد جمعية شباب الأطلس تحت إشراف رئيسها الأستاذ هشام النجاري.
وفي مستهل كلمته الافتتاحية رحب مسير الندوة الأستاذ إبراهيم الياسيني بالدكتور محمد جلال أعراب مع تقديم الشكر له على تلبية دعوة الجمعية؛ وكذلك كلمة ترحيبية بالضيوف مع الإشارة إلى الظرفية العصيبة جراء حالة الطوارئ الصحية والتي حتمت على الجمعية الإلتزام بعدد محدود حسب البروتوكول الصحي. ومشيراً أن الندوة الفكرية تندرج ضمن انفتاح المجتمع المدني على الشأن الثقافي من أجل تجاوز تداعيات انتشار جائحة كورونا وإعادة الروح للمجالس الثقافية والفكرية. وبدوره تقدم الدكتور محمد جلال أعراب مؤلف الكتاب بالشكر الوافر لرئيس الجمعية الأستاذ هشام النجاري على تنظيم هذه الندوة الفكرية وعلى حسن الاستضافة مع تهنئة الجمعية على تتويجها الذهبي في مجال التطوع المدني إضافة إلى أنشطتها الموازية المتنوعة. وقبل بداية الندوة تم تقديم شريط وثائقي عن الموروث الثقافي اللامادي لأكادير إداوتنان.
استهل الأستاذ حسن أمدوغ قراءته للكتاب بإعطاء نبذة موجزة عن السيرة العلمية للدكتور محمد جلال أعراب، والتي وصفها بالغنية و الباذخة لوفرة انتاجه الأدبي والمسرحي والفكري وسعة إطلاعه وتعدد مجالات اهتماماته؛ كما أشرف على عدة أطاريح الدكتوراه. فقد جمع بين التأليف المسرحي والإخراج والتمثيل والتنظير. كما أشرف على إخراج مجموعة من الأعمال المسرحية التي شاركت وفازت بعدة جوائز جهويا ووطنيا ودوليا وبخاصة في إطار المهرجان الدولي للمسرح؛ له عدة ومؤلفان ومقالات منشورة في جرائد ومجلات عربية. كما له تجربة وازنة في الصحافة والإعلام حيث ترأس جريدة ملوية لمدة عشر سنوات. كما اشتغل كمدبر فني للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، ومن قبل مديرا لمهرجان السعيدية.
وعنوان الكتاب ” آليات تثمين الموروث الثقافي اللامادي أكادير إداوتنان محاولة في تأسيس رؤية منهجية” جاء في 175 صفحة، وضع له مقدمة ورتبه في خمسة فصول. وفي تأطير الكتاب ورد أن الكتاب ألف في إطار مشروع ثقافي قدم لولاية اكادير إدوتنان للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل حفظ الثراث اللامادي بأكادير إداوتنان. وأشار إلى الصعوبات التي واجهت البحث مثل حداثة مفهوم الثراث اللامادي الذي بدأ مع اتفاقية اليونيسكو في 2003، وصعولة جرد كل الممارسات والأشكال التعبيرية والرمزية التي يمكن أن تدخل في هذا الإطار مع الإشارة إلى إكراه الإلتزام بعمالة أكادير لأن الثراث اللامادي له امتداد أفقي على كل مجال سوس. وبعد ذلك بَيَّنَ المحددات الأساسية للموروث الثقافي اللامادي انطلاقا من وثيقة اليونيسكو ثم محددات وزارة الثقافة للمفهوم والاجراءات التي اتخذتها لتفعيل الوثيقة الأممية. وفي التحليل عمد إلى نموذجين موروثين بعمالة أكادير: شجرة الأركان والصيد البحري حيث ركز على الطقوس والعادات التي تصاحب جني وإعداد زيت الأركان والعلاقة المقدسة التي تجمع بين أهل أكادير والشجرة المباركة. بينما عمد في الوروث البحري إلى رصد العلاقة عبر التاريخ بين البحر وسكان أكادير: تاغازوت، اموران، إمسوان إلى حدود الصويرة من خلال طقوس دخول قوارب الصيد إلى البحر التي تغدو خماصا وتروح بطانا. ومايصاحب ذلك من عادات وطقوس لدر البركة وزيادةالصيد. وقد استعان الدكتور محمد جلال أعراب بآليات البحث الأنثربولوجي في التحليل لكونه الأوفر حظا لتفكيك طلاسيم وتعقيدات بعض تفاصيل الموروث الثقافي اللامادي للشعوب. وخلص إلى اقتراح مجموعة من الاجراءات العملية لمحاولة تثمين وصيانة هذا الثراث. ولعد ذلك استقرأ آراء بعض الباحثين والمهتمين حول الموضوع وعززها بالإشارة إلى جهود الطلبة الباحثين في الموضوع، وأغلق الكتاب على ملحق بالصور والتعاليق.
وقد عرف اللقاء نقاشا مستفيضا شمل ما هو إبستمولوجي وماهو تاريخي إلى جانب البعد النقدي لمختلف محاور الكتاب مما يدل على التفاعل الإيجابي للحضور مع المحاضر ويدل كذلك على أهمية الكتاب. وكانت أبرز التدخلات حول إشكالية الفصل بين الموروث الثقافي المادي واللامادي بالإضافة إلى مسألة جرد وتصنيف الموروث الثقافي اللامادي حسب البعد الجغرافي لكل منطقة خاصة الموروث الثقافي اللامادي لإقليم تارودانت الذي تصنيف بعض منه طرف منظمة اليونيسكو ” تراث تسكوين” بالإضافة لائحة أخرى ستعتمدها اليونيسكو في مرحلة قادمة.
وشهدت نهاية الأمسية الفكرية حفل توقيع الكتاب.
وفي نهاية العرس الثقافي صرح الأستاذ هشام النجاري رئيس جمعية شباب الأطلس أن الندوة الفكرية تندرج ضمن رؤية الجمعية للإنفتاح على الشأن الثقافي بصفة عامة إلى جانب أنشطتها السنوية الموازية وأن استضافة الدكتور محمد جلال أعراب الباحث الأكاديمي المتمرس في عدة مشارب منها المسرح والثقافة والفكر تندرج وفق استراتيجية الجمعية للنهوض بالشأن الثقافي بمدينة تارودانت مع تقديم الشكر للدكتور المحاضر على تلبية الدعوة رغم الظرفية العصيبة مع تقديم الشكر للحضور الذي حرص على الإلتزام بالتدابير الاحترازية في ظل حالة الطوارئ الصحية مع توجيه الشكر لوسائل الإعلام التي حرصت على متابعة الندوة منها طاقم أزول بريس.
التعليقات مغلقة.