إضاءات حول قضية الصحراء المغربية

لعل الناظر في وسائل الاعلام والمتصفح للجرائد بنوعيها، يرى بروز في الواجهة موضوع معبر الكركارات والتدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية لتحريره مما يسمى جبهة البوليساريو، الا ان البعض منا لا يعرف امتداد هذه القضية الوطنية ولا جذورها التاريخية.
لذا نستغل هذه اللحظة للتذكير ببعض محطات قضية الصحراء المغربية، فالمعلوم من الدين بالضرورة، أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، وعلى ان سكانها الأصليين ظلوا يدينون بالولاء للملوك المغاربة، والدليل على هذا الإلتحام أن السلطان مولاي اسماعيل زار المنطقة 1679م ، كما زارها السلطان مولاي الحسن سنة1882-1886م، ومارست عليها السلطة المركزية المغربية سلطتها عن طريق تعيين خلفاء وممثلين لتجسيد هذه السيادة المغربية بظهائر شريفية.
لكن مع بداية القرن العشرين ظهرت مؤامرة دولية لتقسيم المغرب بين الحلفاء، فاحتلت فرنسا المغرب بعد توقيع عقد الحماية سنة 1912م، واتجهت إسبانيا إلى الجزء الجنوبي بأن وضعت يدها سنة 1916م، على طرفاية ثم سنة 1920م على الكويرة، قبل أن تعين حاكما عاما على الصحراء سنة 1925م، لتضم بعدها منطقة ايفني والساقية الحمراء ووادي الذهب سنة1934م بمندوبها السامي بمنطقة الاحتلال في الشمال المغربي. مما سيتولد عن ذلك مقاومة شرسة على المواقع العسكرية الاسبانية في الصحراء سنة 1954م، وستشهد القضية الوطنية منحى آخر بعد نهاية الحماية الفرنسية وعودة المغفور له محمد الخامس من المنفى سنة 1956م، اذ دعى ممثله الرسمي في المنطقة انذاك السيد محمد الاغظف الى رفع العلم المغربي في جميع جهات المنطقة وعدم دفع الضرائب والمكوس للسلطة الاستعمارية، وتعبئة القبائل الصحراوية للثورة على الاحتلال الاسباني، لتكرر هذه الدعوة ايضا بالخطاب التاريخي الذي القاه المغفور له محمد الخامس في 1958م “بمحاميد الغزلان” بإثبات حق المغرب والمغاربة في استعادة الصحراء ومنطقة إيفني.
وتأكيدا على هذه الشرعية التاريخية عرض المغرب نزاعه مع اسبانيا حول الصحراء على الساحة الدولية بمؤسسة الأمم المتحدة في بداية الستينات مطالبا بتصفية الإستعمار عن المنطقة بتوصية 1514 الداعي الدولة الاسبانية الى تطبيق مقتضيات التصريح التي تضمنته التوصية لتحرير منطقة الصحراء وإيفني من السيطرة الإسبانية، وأن تدخل من أجل هذا الغرض المشروع في تحرير الشعوب من القبضة الاستعمارية، من خلال مفاوضات مباشرة حول قضية السيادة التي تطرحها هذه الأراضي المغتصبة.
فهد العيساوي صحفي متدرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد