القوميون و الاسلاميون المغاربة و معاداة السامية.

مرة اخرى يخرج علينا خالد السفياني و جماعته من بعض القوميين و الاسلاميين المغاربة و التي لا نسمع منهم موقفا و لا نرى لهم أثرا في ما يتعلق بقضايانا الوطنية، كسبتة و مليلية و صحرائنا المغربية و في قضايانا الاخرى ( مسيرة البيضاء ضد الحلوف و انتزاع الاراضي، بل منهم من اتهم مسيرة البيضاء بالصهينة امثال وايحمان ..)، لكن هذه الجماعة تنتفض صياحا و ضجيجا حين يتعلق الامر بالقضايا الخارجية التي تدر على اعضائها ارباحا و جولات في سوريا و لبنان و الامارات( حين يتعلق الامر بحزب الله و بغزة و بعراق صدام..)
هذه المرة تستفيق هذه المجموعة لتصدر بلاغا ناريا ظاهره و باطنه موقف عنصري يحمل لواء المعاداة للسامية بشكل مخجل تتقمص فيه هذه الجماعة وجه النازية التي احرقت 6 ملايين يهودي في ما يعرف تاريخيا بالمأساة الانسانية ” الهولوكوست”.

ذ.الحسن زهور

جماعة السوفياني، بلا خجل و بلا حس انساني، تستنكر و تندد في بيان لها بالمؤتمر الدولي المنظم حاليا بمراكش حول ” الهولوكوست و التراجيديات الكبرى في التاريخ”؛ و المؤتمر ينظمه ” مشروع علاء الدين اليهودي الفرنسي” بشراكة مع جامعة محمد الخامس في الرباط و منظمة اليونسكو .
نقول للسيد السوفياني و للقوميين و للاسلامين المغاربة الذين ينطلقون من منظور جنسي 8في تقييمهم للماسي الانسانية: الماسي الانسانية هي ماس بغض النظر عن جنس ضحاياها، و عن جنس مرتكبيها. فالمأساة الفلسطينية هي ماساة انسانية بغض النظر عن كونهم عربا او مسلمين، و مأساة الارمن التي تسبب فيها الاتراك العثمانيون مأساة انسانية، و مأساة الاكراد و قصفهم بالنابلم في مدينة حلفجة العراقية الكردية التي تسبب فيها صدام حسين و غيره مأساة، و مذابح رواندا و البوسنة و الهرسك مأساة، و مأساة اليهود في الهولوكوست التي تسببت فيها النازية ماساة بغض النظر عن جنس ضحاياها و ديانتهم ، و ماساة الهورينغا ببورما التي تسبب فيها عسكر بورما و الجماعات الاسلامية المتطرفة فيها….و غيرها من الماسي هي ماسي انسانية، لا نفرق بينها حسب الجنس او العرق او الدين.
لنذكر السيد السوفياني و جماعته من القوميين و الاسلاميين ان المغرب بلد الانفتاح و التسامح عاش فيه اليهود المغاربة بحرية الى ان تسببت الايديولوجية القومية التي استوردها رفاق السوفياني من الشرق في طرد هؤلاء المغاربة اليهود من المغرب و منحوا بذلك هدية للمنظمات الصهيونية لترحيل اليهود المغاربة الى اسرائيل، و منهم من هاجر الى الدول الغربية و كندا و امريكا وهم الان السند الكبير لنا في قضيتنا الوطنية الاولى و هي الصحراء.
لنذكر السيد السوفياني و جماعته ممن يريدون ارجاع المغرب الى ايديولوجيا الجنس و العرق ان المغرب حمى مواطنيه اليهود عندما طلبت منه حكومة فيشي الفرنسية تسليمهم اليها لترحيلهم الى حتفهم في أفران الغاز بالمانيا.
لنذكر السيد السوفياني و جماعته من القوميين و الاسلاميين ان المصلحة الوطنية فوق اي اعتبار عرقي او ديني و ان الوطنية تسبق القومية و الدينية، و ان هذا المؤتمر العالمي بمراكش هو اعتراف من المنتظم الدولي بدور المغرب في حماية مواطنيه اليهود في الحرب العالمية الثانية من المحرقة النازية في وقت قدمت فيه الحكومات الاوروبية المتعاونة مع النازية مواطنيها اليهود حطبا لهذع المحرقة النازبة.
لنذكر السيد السوفياني و جماعته ان انعقاد هذا المؤتمر الدولي في المغرب هو تعزيز لقضيتنا الوطنية الاولى و هي الصحراء ( ان كانت تهم جماعته) التي دخلت الان مرحلة اخرى و المتمثلة في المباحثات الاخيرة التي كسب فيها المغرب نقطا على الصعيد الدولي، فكل مكسب هو مكسب لبلدنا و وطننا ان كانت تهمكم قضايا بلدكم .
لنذكر خالد السوفياني و جماعته بان ثقافتنا الامازيغية تنظر الى الانسان كانسان، لهذا ستجد ان معظم اليهود المغاربة عاشوا مواطنين الى حلت علينا لعنة القومية فمزقت الاوصار و مسخت الثقافة و الهوية و دفعت المغاربة يحملون أوزار غيرهم.
لنذكر السيد السوفياني وجماعته من القوميين و الاسلاميين بأن الصهيونية ليست هي اليهودية، و ان الايديولوجيا المعادية للهولوكوست هي من احرقت اليهود في افران الغاز، فما الفرق بين التنديد بهذا المؤتمر و بين عملية الاحراق و الهولوكوست؟
ذ. الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد