التطبيع ووهم اللعب بالكلمات

بقلم : حمو حسناوي//

من خلال تحليل مصطلح التطبيع سنكتشف خدعة تسويق الوهم باللعب على شعور الشعوب بإبداع الكلمات، فهل يعقل فعلا أننا نتحكم في قوة الطبيعة حتى نكبح جهدها ونعيد تسطير قواعدها لتأهيل المصطنع لدرجة ان يصبح طبيعيا ؟؟ وهل لنا قوة طبيعية أو بالأحرى إلهية تمكننا من بلوغ هذا الهدف؟ أسئلة طبيعية لتحليل معنى مصطلح غير طبيعي أضيف إلى قاموس العرب وهو ” التطبيع”.
لا يمكننا جعل ما هو صناعي طبيعيا ولا يمكننا اختزال الطبيعي في الصناعي وهذا على الأقل قانون يحكمنا لحدود اليوم، ولا يمكن تغطية الفشل التاريخي بوهم المصطلحات و التعبيرات اللغوية، وتصنع المواقف السياسية الخاضعة هي الأخرى لقوة طبيعة الإقتصاد و النفوذ.
اسرائيل مثلها مثل غيرها من الدول تأسست بحكم قوة الطبيعة و التاريخ، بل إن وعد قيامها جاء حتى في قراءات النصوص الدينية نفسها ولا يمكن ان نعتبر أن اية علاقة معها هي خارجة عن الطبيعة و تحتاج للتطبيع، كما أنه تأسست في نفس زمن تأسيسها وعلى أراضنا الأمازيغية دول عربية بنفس المقاربة والمعطى التاريخي المحتكم لقوة الطبيعة و الإديولوجيا، فهل نحتاج نحن الأمازيغ ايضا لإقتراض مصطلح التطبيع من العرب لنستخدمه ضدهم، أنا لست هنا بمعرض الدفاع عن وجود اسرائيل ولا حتى لأنكار حق الشعب الفلسطيني، لأنني اعتبر نفسي غير معني بهذا الصراع إلا من الجانب الإنساني كباقي الصراعات و المآسي، لأن العرب إختاروها قضية عربية لا غير واغلقوا الباب عليهم وعلى فشلهم في الدفاع عنها، بل أحاول فقط ان افك رموز تبرير هذا الفشل على الأرض بإبداع مصطلحات لإخفاء الإخفاق، مثلما اختاروها بعناية للتستر عن هزيمتهم النكراء في حرب أكتوبر وبعدها في فشل حركات المقاومة الفلسطينية وفشل حزب الله بعد ان جر على لبنان حربا قطعت اوصالها ولازالت مستمرة تحت عنوان النصر، فيما هذه الدول المسمات عربية و الحركات تهرول في الخفاء إلى إسرائيل وحتى أبناء قادة الحركات المسلحة الفلسطينية يدرسون بجامعاتها بل وبجواز سفرها، ويتسترون كلهم تحت مصطلح التطبيع الذي لا معنى له في الأصل، وها نحن نلاحظ تركيا تحتج هي الأخرى ضد الإتفاق الإماراتي الإسرائيلي رغم ان لها علاقات قوية مع اسرائيل ديبلوماسيا واقتصاديا وحتى عسكريا، فلا تتقوا بالمظاهر فكلهم يهرولون إليها للإحتماء بعباءتها في الخفاء، ويسبونها خوفا من الشعوب في العلن، لكنها اليوم هي الأخرى بحكم قوتها بدأت تفرض شروطها وتنزع عنهم الأقنعة وحتى السراويل، فبعدما اتهمونا طويلا أننا نسير بأجندتها، هاهم وبقوة الطبيعة وليس التطبيع تنكشف عوراتهم تباعا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد