شاطئ أگادير في خطر… هل من منقذ !!!

بقلم : توفيق السميدة //

يعيش مؤخرا شاطئ أگادير والساحل عموما على إيقاع مجموعة من التلوثات الناتجة عن اختلالات إيكولوجية مسترسلة ولعلّ أخرها ما وقع أمس من تدفقات لمياه عادمة سوداء تنبعث منها روائح كريهة لازال الرأي العام ينتظر مخرجات اللجنة المشتركة التي شُكّلت بهدف التحقيق في أسباب هذه الجريمة البيئية قصد تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات وفقا لمقتضيات القوانين البيئية المعمول بها في هذا الشأن بالمغرب.

جدير بالذكر أن شاطئ أگادير لازال يتعرض لأبشع أنواع التلوث سواء تلك الناتجة عن صرف المياه العادمة غير المعالجة لبعض الوحدات الصناعية المتواجدة بمنطقة أنزا شمال أگادير أو تلك المتعلقة ببعض الأنشطة الصناعية العشوائية بمينائي المدينة (الصيد والتجارة) أو تلك المرتبطة بمخلفات مختلف الأنشطة بمارينا أگادير, إضافة إلى مياه الصرف الصحي التي يتم قذفها بدون معالجة كاملة مباشرة في اتجاه الشاطئ.

الملاحظ كذلك أنّ كورنيش المدينة شهد منذ إعادة بناء أگادير على إثر زلزال أگادير سنة 1960 شهد أربع أو خمس عمليات لإعادة التهيئة مما استوجب معها تعبئة موارد مالية مهمة. هذه العمليات واكبتها استثمارات عمومية ضخمة من بنيات تحتية و مشاريع خاصة مرتبطة بالقطاع السياحي بالمدينة ورغم كل ذلك فمعظم هذه الاستثمارات لم ترقى إلى مستوى معالجة هذه الإشكاليات البيئية الخطيرة.

اليوم وقد استبشرت الساكنة المحلية خيرا من خلال الزيارة الملكية الأخيرة للمدينة والتوقيع بحضور جلالة الملك لمراسيم التوقيع على اتفاقية تهدف إلى تنزيل مختلف محاور برنامج التنمية الحضرية لأگادير 2020-2024 و بمبلغ استثماري إجمالي قيمته 6 مليار درهم, تُطرَح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة تنزيل هذا المشروع الملكي الطموح خاصة وأنه يتضمن في إحدى محاوره إعادة تأهيل للكورنيش بما يتماشى والرؤية الملكية المستقبلية لمدينة سياحية بحجم أگادير باعتبار أنّ الإعلان عن التصميم النهائي لهذه التهيئة لم يُعلن عنه لحدّ الساعة وهل ستكتفي عملية التهيئة هذه بنفس الماكياج الذي طغى على سابقاتها من العمليات وستتغاضى عن معالجة عمق الاشكالية المتعلقة أساسا بمشكل تلوث الشاطئ والساحل.

في انتظار أن يحمل القادم من الأيام أجوبة شافية على كل التخوفات والتوجسات التي أعلن عنها مجموعة من متتبعي الشأن العام المحلي بالمدينة والمنطقة فالأمل لازال معقودا على أن تتم معالجة هذه الإشكالية البيئية بما يتماشى و رؤية عاهل البلاد وآمال بنات وأبناء أگادير.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد