“الفنون الشعبية بتارودانت؛ الذاكرة والتاريخ”: إصدار جديد للباحث أحمد بزيد الكنساني

تارودانت – صدر مؤخرا للأستاذ الباحث والمؤرخ ، أحمد بزيد الكنساني ، كتاب جديد بعنوان “الفنون الشعبية بتارودانت: الذاكرة والتاريخ”، وهو من نشر وتوزيع مكتبة وراقة سرتي.

والكتاب الجديد، الذي يقع في 224 صفحة من القطع المتوسط ، ينقسم إلى 14 فصل، خصصها المؤلف للتعريف بالجغرافية الفنية لتارودانت ، وبالساحة التاريخية ل”أساراك”، في قلب المدينة العتيقة، وما لعبته من أدوار عبر التاريخ في مختلف مجالات الحياة اليومية بحاضرة سوس ، شأنها في ذلك شأن باقي الساحات المماثلة في مدن مغربية أخرى كساحة “جامع لفنا” في مراكش، و”باب فتوح” في فاس، و”باب منصور لعلج” في مكناس وغيرها.

وخصص الأستاذ بزيد الكنساني الفصول الأخرى للحديث عن “الموسيقيين الشعبيين”، و”المجموعات الموسيقية النسائية”، وفنون “الدقة الرودانية” ، و”رقصة العبيد” ، وفن “الغيطة الرودانية”، ورقصة “لوناسة”، و”رقصات أحواش”، و”أغنية حمادة” (بتسكين الحاء وتشديد الميم)، ورقصة “حوران”، و”الطرب الشنكيطي “الموريتاني.

كما أفرد المؤلف ثلاثة فصول من هذا الكتاب للحديث الفنون الشعبية التي كانت تحييها الطائفة اليهودية في تارودانت بمناسبة عاشوراء، و”المسرح الشعبي” في تارودانت ، إلى جانب تناوله لسيرة الزجال الشعبي مولاي مصطفي بلحنفي العلوي، الذي عاش نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين، وكان واحدا من شعراء تارودانت الذين خلفوا موروثا شعريا غزيرا من أجود ما جادت به قريحة الشعراء في مختلف الأغراض الشعرية، والذي ضاع في جزء كبير منه، ولم يتبق منه إلا النزر القليل الذي تناقلته الأجيال عن طريق الرواية الشفاهية.

ويقول الناشر محمد سرتي في تقديمه لهذا الكتاب” تواجه الباحث في تاريخ الفنون الشعبية بحاضرة سوس صعوبات جمة وعقبات عديدة في جمع وتقصي الأخبار وتتبعها وذلك بالنظر إلى شح المراجع وتضارب الروايات الشفوية على قلتها مع ما يعتريها من المبالغة والتحريف، مما يتطلب حسا تاريخيا، ومنهجا رصينا ودربة كافية للم شتات ما تفرق من روايات هنا وهناك على ألسنة الرواة، تحتاج إلى تحليل دقيق وتمحيص وعمل دؤوب يلتزم بمنطق التاريخ، ويقود إلى استنتاجات وخلاصات تبرز المعالم الكبرى للفنون الشعبية بتارودانت بمختلف أشكالها وألوانها الأمازيغية والعربية والإفريقية، وترسم ملامح الجغرافية الفنية للمدينة عبر شطريها الشرقي والغربي ، وما يلحق بهما من عادات وتقاليد وطبوع فنية وأنماط الإنشاد والغناء والرقص الشعبي”.

وأضاف الناشر ” ذلك ما سعى إليه الأستاذ أحمد بزيد في هذا المبحث بما يملكه من أدوات المنهج التاريخي التي اكتسبها عبر عقود من الزمن، والتي مكنته من الكشف عن جوانب مهمة من تاريخ المدينة الاجتماعي والحضاري عبر حفريات في مصادرها الدفينة، وتواصل فعال مع معاصريه من بعض رواد الفنون الشعبية وأربابها ورجالاتها ممن جلس إليهم وسمع منهم وأخذ عنهم ما ضمه في هذا الإصدار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد