بنسالم حميش والسير القهقرى

لا أذري لماذا لم يستطع بعض مثقفينا ومنهم الأستاذ بنسالم حميش السير قدما في موضوع الأمازيغية ومسايرة التطورات التي عرفتها خاصة منذ بداية القرن الواحد والعشرين، مع تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001 والاعتراف الدستوري برسمية الأمازيغية سنة 2011. فبدل أن يساهم في النقاش الإيجابي حول الأمازيغية ويدفع في اتجاه تعزيز المكتسبات من خلال تملك المغاربة جميعا لإرثهم اللغوي والثقافي المتعدد والمتنوع وفي صلبه الأمازيغية كما ينص على ذلك الدستور المغربي، لا يجد الأستاذ حميش ضالته إلا في السير القهقرى بحثا عن زمن “الصدام” الذي نعتقد أننا بدأنا نتجاوزه بسلام.
ليس من حق أي كان أن يحرم مواطنا من التعبير عن رأيه متى شاء و بكل حرية، وهو حال الأستاذ حميش، لكن وضع هذا الأخير ومكانته الاعتبارية كمثقف ووزير سابق، ومفكر ننتظر منه المساهمة الإيجابية في الدفع بالديمقراطية وحقوق الانسان ببلادنا إلى الأمام، لا يسمح له بالسير في الاتجاه المضاد خاصة في مواضيع كالأمازيغية تحقق فيها الإشباع على مستوى النقاش والجدال لمدة نصف قرن انتهى بالوصول لنص دستوري يعترف بالجميع ويجب العمل على تفعيله بدون مناورات سياسوية ضمانا لوحدة لحمة المجتمع المغربي. وللمثقف دور أساسي في الدفع بالأمور في الاتجاه الإيجابي.
الحسين بويعقوبي 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد