حمراوي يكتب: “حذاري من الدقائق الآخيرة في المباراة ضد كورونا”

يبدو أن هناك عدة مؤشرات صحية، تعطي الضوء الأخضر بشأن رفع الحجر الصحي التدريجي بعد انتهاء حالة الطوارئ الصحية الجارية يوم 10 يونيو. نذكر منها على الخصوص الانخفاض اليومي لعدد الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19، مقابل الارتفاع المتزايد لعدد حالات الشفاء، و ندرة أو انعدام حالات الوفاة. مؤشرات إيجابية تمكن المغرب من تحقيقها، بالرغم من التجاوزات اليومية لآلاف المغاربة، على مستوى التنقل بين المدن، والتجوال والتبضع. وارتداء الكمامة، واحترام الإجراءات الاحترازية اللازمة. وكذا تساهل بعض الأمنيين وممثلي السلطات المحلية في المراقبة وفرض تطبيق العقوبات اللازمة. كما أن عملية الإسراع في البحث عن مخالطي المصابين، وإجراء التحاليل المخبرية لهم، دون انتظار ظهور أعراض المرض لديهم. وإخضاع المصابين منهم للعلاج الفوري، كلها عوامل حدت من تدهور أوضاعهم الصحية. ومكنت معظمهم من الشفاء، باستثناء من كانوا مصابين بأمراض عضال، حالت دون استجابتهم للعلاج.
الأكيد أنه لا يمكن الحديث عن رفع شامل للحجر الصحي. ليست لدينا ضمانات علمية، تؤكد أن العدو غير المرئي، الذي عشنا نحاربه منذ بداية السنة الجارية. قد غادرنا بلا رجعة. ولا ندرك متى وأين يمكنه أن يعاود الظهور والفتك بنا.
العملية يجب أن تتم وفق مخطط مدروس، يمكن لجنة اليقظة الطبية من التتبع والمراقبة والتدخل العاجل. من جهة تراعي ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، بتحقيق الإجراءات اللازمة لاستئناف عمل الشركات والمصانع المتوقفة، واستئناف المواصلات والخطوط الجوية التجارية. ومن جهة أخرى بالإبقاء على أسطولها الطبي جاهزا بموارده البشرية وتجهيزاته ومستشفياته المستجدة والمستحدثة. فالمغاربة حولوا منازلهم إلى سجون، قضوا داخلها حوالي ثلاثة أشهر ينتظرون الفرج. من أجل استئناف حركيتهم وأنشطتهم. واستدراك ما فاتهم. وهذا قد يؤدي ببعضهم إلى الهرولة والتسرع والسعي وراء مطالب ومصالح وخدمات شخصية، بدون الانتباه إلى شروط الوقاية والسلامة.
كما أن عملية رفع الحجر الصحي المرتقبة، تصادف فصل الصيف، حيث اعتاد المغاربة برمجة برامج للسياحة والترفيه والاصطياف والسفر والتجوال. وهي فترة الازدحام البحري والبري والجوي.. لدى وجب التريث لعدة أسابيع أخرى، قبل السماح بتنفيذ تلك البرامج التي قد تعيدنا، ليس إلى نقطة الانطلاقة، بل قد تؤدي بنا إلى الهلاك. يجب الاكتفاء بالتجول المحلي وزيارة الأقارب. وهي رسالة للأسر المغربية من أجل أخذ الحيطة والحذر في تنقل الأطفال المتلهفين لممارسة رياضاتهم المفضلة بالملاعب والفضاءات الرياضية والشواطئ. والازدحام داخل الحافلات والقطارات ومختلف وسائل النقل الجماعية.
صحيح أن أداءنا في مباراتنا ضد كورونا المستجد. كان رائعا ومميزا، وأننا كدنا في عدة مرات أن ننهي المباراة لصالحنا. لكن الخوف كل الخوف أن نتلقى هدفا غادرا قبل نهاية اللقاء. وقد يكون من توقيع أحد لاعبينا.

بقلم بوشعيب حمراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد