أمزميز والاحتفال بالسنة الأمازيغية

مليكة بوطالب//
دأبت شعوب شمال افريقيا على الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، التي تصادف هذه السنة 2968 ويتم تخليدها بمجموعة من الطقوس تختلف من منطقة لأخرى. وكلما اقترب 12 يناير الگريگوري كثر الجدل حول أصل هذا التقويم ومظاهر الاحتفال به، خاصة مع ارتباطه في السنوات الاخيرة بالحركة الثقافية الأمازيغية المطالبة بالحقوق الثقافية واللغوية وبضرورة الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كعيد رسمي مدفوع الأجر. الشيء الذي استجاب له النظام الجزائري في انتظار الرد الإيجابي من لدن الحكومة المغربية التي مافتئت الفعاليات الأمازيغية تراسل رئيس الحكومة في كل مناسبة خاصة بعد دستور 2011.
ولأن الاحتفال ب”ئيض ئيناير” مرتبط بالأرض وما تجود به الطبيعة من حاجات الإنسان الامازيغي، عرف كيف يدبر مجاله ويشكر الأرض على عطاياها. وتنوع الطقوس يختلف حسب المجالات الجغرافية مما يشكل خزانا مهما للأبحاث الانتروبولوجية. وقد حرصت الأسر بمنطقة أمزميز على سبيل المثال إلى عهد قريب على تقديم ما تملكه من خيرات الأرض فيمتد الاحتفال ثلاثة أيام، يسمى اليوم الأول (11 يناير)”ئيض ن ؤوبجّار”، حيث يذبح الدجاج كل حسب استطاعته ويقوم الجميع بنزع ريش الدجاج المذبوح من الصغير للكبير لكي يتغلب على صعاب العام الجديد، ويحضر منه الكسكس الذي يزين بالبيض المسلوق والتمر المنزوع العظم. وفي اليوم الثاني (12 يناير) وهو ليلة العصيدة التي تزين بكمية لابأس بها من السمن في وسطها يسمى ب”تاوردا” ويتفادى الجميع الوصول لهذا السمن أثناء تناول العصيدة وإلا ستلحقه المصائب والنحس طيلة السنة، ويقوم كل فرد بتحضير لقمة وتوضع في إناء وتترك في مكان مفتوح لصباح اليوم الموالي، ويُعرف حظ كل فرد من خلال ما يلتصق بلقمته. وفي اليوم الأخير أي ليلة الأخضرار أو “ئيض ن زگزاو” تحرص النساء على جمع كل ما يُوكَل ذو اللون الأخضر من البساتين ويحضر به الكسكس تأمُّلا في سنة مخضرة خصبة.
هي طقوس ضاع منها الكثير وتناست بفعل عوامل عدة، وبكل تأكيد فالاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية سيكون مناسبة لإحياء عادات وتقاليد ارتبطت بالإنسان المغربي وببعده الثقافي والهوياتي، وسيعيد الاعتبار لهذا الموروث الحضاري ويرسخه في الذاكرة المشتركة.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading