بعد الدخول المدرسي بأيام ورغم توفير المنح من طرف أبناء المنطقة: فتيات جماعة النحيت بإقليم تارودانت محرومات من الدراسة

 

تارودانت : الحسن باكريم//

تؤكد الاحصائيات الرسمية أن  شبح الهدر المدرسي في المغرب لازال  في ارتفاع مستمر، رغم كل المليارات التي تم ضخها في ميزانية وزارة التربية الوطنية، وكشفت معطيات رسمية حديثة أن حوالي 440 ألف طفل بالمغرب خارج منظومة التعليم، والتي ترجح أن نصفهم انقطع عن الدراسة في 2016، والذي يزيد من فضعة الامر أن معضلة الهدر المدرسي يمس الفتيات أكثر من الذكور، وتبقى حصة الفتيات القرويات هي الأكبر، وهو ما يعكس تردي واقع منظومة التربية والتكوين بالمغرب.

وأفادت المعطيات الصادرة عن وزارة التربية الوطنية بخصوص مؤشرات “نجاعة الأداء” أن انقطاع التلاميذ في التعليم الإعدادي يرتفع سنة بعد أخرى، خاصة في صفوف الاناث بالعلم القروي، حيث انتقل من 2.5 في المائة سنة 2014 إلى 12 في المائة سنة 2016، أي ما يوازي 20 ألف تلميذ منقطع، وهي النسبة التي ستظل مستقرة إلى حدود عام 2018، وفق مؤشرات نجاعة الأداء..

وهنا نموذج صارخ للهدر المدرسي في صفوف الفتيات القرويات من جبال الاطلس الصغير بإقليم تارودانت، حيث  تعاني منطقة النحيت كباقي المناطق الجبلية والقروية بهذا الاقليم،  من عدة مشاكل وأزمات تمس عدة قطاعات كالتعليم والصحة  والماء الصالح للشرب.

 وهكذا أفادت شكاية لساكنة جماعة النحيت، توصلت آخر ساعة بنسخة منها، أن التعليم  يعد المشكل الرئيسي بالمنطقة بسبب عدة اختلالات، فرغم توفر جماعة النحيت على مشروع المدرسة الجماعاتية الوحيدة في المنطقة، والتي تعتبر مبادرة ساهمت في حل  نسبي للتمدرس بالمستوى الابتدائي لما توفره من خدمات لفائدة التلاميذ كالنقل المدرسي والاطعام  لتشجيع التلميذ على مواصلة دراسته في الظروف العادية. إلا أن المعضلة الكبرى تبدأ ، تقول الشكاية، بعد مرحلة المدرسة الجماعاتية حيث ينتقل التلاميذ وخاصة الفتاة الى مرحلة الاعدادي، اذ يصطدم التلاميذ وآبائهم بواقع مر يتسبب للفتيات بالخصوص في الانقطاع عن الدراسة والاكتفاء بالرعي وأشغال البيت والبحث عن الماء الشروب.

الانقطاع عن الدراسة والاكتفاء بالرعي وأشغال البيت والبحث عن الماء الشروب

فغياب أو قلة المنح الدراسية يجعل العديد من التلاميذ وضمنهم الفتيات خارج فصول الدراسة ،  ويبقى وضع الفتيات أكثر عرضة للهدر المدرسي ،  ويوضع حد لمستقبل العشرات من الفتيات كل عام ليتبخ حلم  كل فتاة وحلم تحرير نصف المجتمع من الأمية.

وتفيد الشكاية أن الاعدادية الواحدة، إعدادية الأرك، بمركز إغرم والتي تبعد عن جماعة النحيت بحوالي أربعون كلم، لا توفر الا منحتين أو ثلاثة منح لأكثر من 20 تلميذة من هذ الجماعة،  فرغم حصول الفتيات على نتائج تأهلهن للالتحاق بالتعليم الاعدادي  يكون حاجز المنح مشكلا كبيرا ورئيسيا بعدم التحاقهن.

و أمام عجز الوزارة الوصية على القطاع من تغطية الطلب من المنح الدراسية ، توضح الشكاية،  تطوع مجموعة من الفاعلين الجمعويين من ابناء المنطقة وبادروا  بتأسيس مجموعة على الوتساب تحمل اسم ” تامونت نايدرنغ النحيتية ” (مجموعة ساكنة جماعة النحيت بالامازيغية)

وهكذا عملت المجموعة على تعبئة والاتصال بأبناء المنطقة المهاجرين إلى بعض المدن المغربية وإلى الخارج وتمكنوا من جمع مبالغ مالية لتغطية ما يناهز 56 منحة سنة 2016 و85 منحة سنة 2017 ، قيمة كل منحة 4000 درهم ،  مما سيساعد جميع الفتيات بالالتحاق بإعدادية الأرك بإغرم.

إلا أن عجز المسؤولين على مواكبة هذه المبادرة المدنية تم رفض استقبال الفتيات بمبرر الاكتظاظ داخل داخلية المؤسسة الإعدادية، ورغم أن الموسم الدراسي قد بدأ بحوالي شهر والفتيات لازلن خارج أسوار الاعدادية التي من المفروض من الحكومة أن تجد لهن الحلول وعدم حرمانهن من الدراسة، وتسألت الشكاية هل يتدخل الوزير حصاد ، وهو ابن الاطلس الصغير، لإنقاذ الفتيات من الهدر المدرسي بجماعة النحيت؟


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading