الدكتور عبد السلام دهبي : الحالة الوبائية بالعرائش جد مستقرة (حوار)

 في حوار  مع الدكتور عبد السلام دهبي، طبيب أخصائي الصحة العامة و الإدارة الصحية، الذي يشغل حاليا مندوبا لوزارة الصحة بالعرائش حول الوضعية الوبائية وتطورها بإقليم العرائش والوضعية اللوجستية  للكشف عن الفيروس بالاقليم، ودور الحجر الصحي بالمنطقة وحول البروطوكول العلاجي لوزارة الصحة ونجاعته 

1ـ من خلال المستجدات والمعطيات الحالية، ما هو تقييمكم للحالة الوبائية لإقليم العرائش ؟

ج ـ الوضعية الوبائية بإقليم العرائش مستقرة ويمكن أن نعطي بعض المعطيات الأساسية المتعلقة بهذا الوباء، حيث هناك 164 حالة إصابة، 2 وفيات خارج المؤسسات الصحية، 133 حالة شفاء، أي بنسبة 82 في المائة، 29 حالة استشفاء، 1348 حالة مستبعدة و0 حالة إنعاش، إذ ليست هناك أي حالة خطيرة، كما لم تسجل آثار جانبية لاستعمال الأدوية لدى المرضى. وللتذكير، ففي الفترة الأخيرة من النصف الثاني من شهرأبريل، ظهرت بؤرتان للوباء، فتجندت لها مصالح المندوبية وجميع المصالح المنخرطة في تنفيذ وتنزيل المخطط الإقليمي لمكافحة مرض “كوفيد19”.وكانت أول بؤرة في مؤسسة عمومية على مستوى جماعة القصر الكبير، إذ ظهرت بها 7 حالات لدى موظفي ونزلاء المؤسسة ذاتها، فتم اتخاذ جميع التدابير الاحترازية والتكفل بالحالات المذكورة وإجراء تحاليل مخبرية على المصابين، بمن فيهم المخاطين وتم التحكم في جميع هاته الحالات، حيث تم علاجها بوحدة التكفل بمرضى كوفيد 19 بمستشفى القصر الكبير و أعلن شفاؤها كلها منذ مدة. وبموازاة مع ذلك ظهرت بؤرة أخرى على مستوى مدينة العرائش، تمثلت في وحدة صناعية خاصة بميناء المدينة.فبعد ظهور أول حالة بها، فإن مصالح الوزارة قامت بتجنيد جميع اللوجستيك والموارد البشرية المتوفرة لديها، والقيام بمجموعة من الإجراءات، سواء فيما يتعلق بتعقيم هذه الوحدة بعدما تم إغلاقها و التكفل بالمخالطين وإجراء التحاليل المخبرية، فتمت محاصرة هذه البؤرة من أجل التحكم فيها نهائيا والتغلب عليها.فإلى حدود الساعة تم تسجيل مجموعة من الحالات ناهزت المائة وكلها استفادت من عمليات الاستشفاء و العلاج في ظروف مميزة، عدد كبير منها تجاوز ما مجموعه 80 حالة، تم الإعلان عن شفائها.

وهناك كذلك حالات أخرى في طورالشفاء، تستفيد من العلاج على مستوى الوحدتين للتكفل بمرضى “كوفيد 19″، سواء بمستشفى العرائش أو بالقصرالكبير.إذن،  فمجملا، هذه البؤرة تمت محاصرتها. طبعا وخلفت بعض البؤرالعائلية التي تم تحديدها ومحاصرتها والتكفل بها.والوضع إلى حدود الساعة متحكم فيه والحمد لله، وجميع الأطرالصحية بالمندوبية وكذلك المصالح الخارجية الأخرى التي تشتغل معنا هي مجندة ليل نهار، تتبع الوضع من أجل وضع حد لهذا الوباء على مستوى الإقليم.

2ـ هل يمكن القول أن تدابير الحجر الصحي كانت لها تداعيات إيجابية على ساكنة الإقليم ؟

ج ـ بلادنا اتخذت مجموعة من التدابيرالاحترازية والوقائية من بينها الحجرالصحي الذي يساهم بنسبة كبيرة في الحد من انتشارالوباء أو العدوى  على مستوى الإقليم فقد اعتمد هذا الاجراء بشكل جدي مع باقي الإجراءات كإجبارية الكمامة و التباعد الجسدي مع سهر السلطات الاقليمية و الأمنية على حسن تطبيق هذه الاجراءات مع مصاحبتها بحملات مستمرة للتوعية و التحسيس بأهمية الوقاية.

3ـ المغرب وافق على استخدام عقار”كلوروكين” في العلاج، فهل في رأيكم نتائج ذلك كانت حاسمة؟

ج ـ بالنسبة للعلاج فقد طبقت الوزارة مخططا يتضمن أربع مرتكزات أساسية،من بينها ، كشف الحالات، والتكفل بها. ففي هذا المرتكز و ضعت الوزارة بروطوكولا علاجيا، حيث تبنته الوزارة وتتبعناه على مستوى الإقليم. ويتكون من مادة “كلوروكين” ومادة “الأزيترومسين”، بالإضافة إلى أدوية مكملة، حيث أن 159 حالةاستفادت و هناك38 حالة ما زالت تتابع نفس البروتوكول.وإذا رجعنا إلى النتائج، فإن نسبة الشفاء هي 76 في المائة، أي 121 حالة شفيت، بالإضافة إلى أزيد من 15 حالة يمكن الإعلان عن شفائها.

في الحقيقة هو بروطوكول مجد وفعال ونتائجه إيجابية.وبالنسبة للمرضى الذين يتعافون، فإنهم يستفيدون من المتابعة لمدة تتجاوز14 يوما، وذلك من طرف مجموعة من الفرق التي تهتم بالعلاج الكيميائي وبالعلاج النفسي والظروف المحيطة بالعلاج، كتوفيروسائل الراحة والإيواء والمعاملة والتغذية الجيدة والنظافة. وهنا فرق تقوم يوميا بتقديم مساعدات وتتواصل مع المرضى و ذويهم، والهدف هو أن تمرتجربة المرضى وأفراد عائلاتهم مع مرض كوفيد 19 بطريقة سهلة دونما آثار طويلة الأمد، وتعمل على تحسيس هؤلاء المرضى وجميع المواطنين.

 4 ـ ما هي توقعاتكم لتطور فيروس”كوفيد19″ في الأيام المقبلة على مستوى الإقليم؟

ج ـ عن توقعات تطور الوباء، أقول إن هناك رصدا وبائيا مستمرا، لمدة 24س/24 ساعة من حيث مراقبة الحالات المشتبه فيها وفق شبكة مراقبة و يقضة وبائية واسعة تشمل القطاع الصحي العام و الخاص.و بإجراء التحاليل والتوصل بالمعطيات.وحاليا فالوضعية مستقرة والحمد لله، باستثناء الفترة ما بين 15 و20 أبريل وما عرفته من بؤر.وعلى العموم، فنحن متفائلون، لكن يبقى  من الصعب التنبؤ بتطور  الحالة الوبائية، لكن ما هو أهم من ذلك يبقى تعزيز الرصد و المراقبة الوبائيتين كما أنه لابد للمواطنين من الإلتزام  بالإجراءات الاحترازية و الانضباط بالحجرالصحي، وارتدائهم الكمامات واحترامهم لقواعد النظافة الشخصية والعامة، للتغلب على الوباء.

5 ـ ماذا عن الوضعية اللوجستية  للكشف عن الفيروس بالاقليم ؟

ج ـ سؤال اللوجستيك سؤال كبير، لايمكن الخوض فيه في دقيقة أو خمس دقائق.فهناك مخطط إقليمي كبيرمحكم وهناك مجموعة من المتدخلين، مندوبية وزارة الصحة، والمصالح الخارجية والسلطات الإقليمية وأطرالقطاع العام والخاص والجماعات المحلية.وأساسه يشمل أربع مرتكزات كما سلف القول، و أهدافه العامة هي أولا، الوقاية من الوباء بالتحسيس والتوعية من خلال مجموعة من المتدخلين الذين ينسقون مع الوزارة، ثانيا الكشف، حيث تم تشكيل فرق تعمل ليل نهار، ترصد وتراقب الوباء والحالات المؤكدة، بالإضافة إلى التكوين المستمر لهذه الفرق، منها التي تهتم بتلقي مكالمات المواطنين والتفاعل معها، ومنها المكلفة بالتدخل السريع لمتابعة المخالطين وزيارتهم بالمنازل، ومنها الإسعاف الطبي، فضلا عن فرق تباشرالتحاليل المخبرية على مستوى الوحدات، مع تسخير اللوجستيك الضروري من ألبسة ومواد تعقيم ووسائل النقل، رباعية الدفع تجوب 8 مناطق بالإقليم وتشرف على مرحلة الكشف وتأكيد الحالات، حيث تم تجهيزالوحدات وتوفيروسائل الوقاية والحماية والأدوية بحصص كافية، فضلا عن تخصيص أسرة، 95 سريرا بالعرائش و120 سريرا بالقصر الكبير، وفرقا للمداومة، طبية وتمريضية وإدارية، حيث استفادت من الدورات التكوينية، بالإضافة إلى توفير التغذية و النظافة و الحراسة…فمجملا،  نجد أن مختلف الإجراءات المرتبطة باللوجستيك،تم توفيرها بشكل سلس مما سهل تنفيذا أمثلا للمخطط الاقليمي لمكافحة وباء كوفيد 19. و للإشارة فحاليا، الطاقة الاستيعابية لوحدتي التكفل بمرضى كوفيد19  بالعرائش لا تتجاوز نسبة ملأ 17  في المائ.

 و تبقى مصالح المندوبية  مجندة بانخراط كبير من طرف أطرها بمختلف اختصاصاتهم و اطاراتهم، بدعم من السلطات والسيد العامل ـ مشكوراـ الذي يتفاعل مع تطورات الوباء  بشكل يومي ليل نهار ويدعمنا بشكل كبيروهذا أمر إيجابي. بالإضافة إلى دعم  فرقة تابعة لمفتشية الصحة للقوات المسلحة الملكية تضم ما مجموعه 18 إطارا، هذه الفرقة تساعد ـ مشكورة هي الأخرى ـ فرقنا في كشف الحالات والفحص الخاص لفرزالمشتبه منها، إذ تشتغل 24س/24س على غرارقطاع الصحة وافرق لوقاية المدنية التي تتكلف بنقل الحالاتالمشتبه فيها و المؤكدة.وهناك أيضا فرق تتابع مدى توفراللوجستيك وسيرورته، فرق إدارية تهيئ كافة الظروف من أجل مكافحة هذا الوباء.

6 ـ رسالتكم لساكنة إقليم العرائش في ظروف الحجرالصحي والجائحة ؟

ج ـ أشكرالمواطنين على تفهمهم لظروف الحجرالصحي، فهو مسألة أساسية، إذ لابد من التباعد الجسدي  ووضع الكمامات التي تحد من العدوى وانتشارالوباء. و تبقى مصالحنا رهن الإشارة لجميع المواطنات والمواطنين، من خلال رقم ألويقظة: 300 والرقم الأخضر 081004747 ورقم الخدمة الطبية الاستعجالية الخاص بالجهة 141، فضلا عن أرقام مندوبية وزارة الصحة لتقديم كافة التوضيحات والإجابة عن استفسارات المواطنين،كما تبقى فرق التدخل السريع بالمندوبية حاضرة من أجل التدخل على مستوى منازل الساكنة.   

عيدكم مبارك سعيد و أسأل الله أن يرفع عنا هذا الوباء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد