الفقيذ محمد منيب وأكذوبة الظهير البربري

 امتلكتني رغبة الكتابة عن الفقيد محمد منيب منذ نعيه أوائل دجنبر من السنة الماضية؛ كان كلما اقتربت من هذه الشخصية الاستثائية وبجميع المقاييس تنتابني لحظات الرهبة والتردد والخوف من أن تخونني اللغة في نقل هذه الإطلالة حول هذا الهرم الإنساني؛ المفكر الباحث والمناضل العضوي ؛ العصامي الخلوق …والمضياف حد البذخ
شخصية بقدر ما اجتمع فيها ما تفرق في غيرها؛ خلق إجماعا حولها من كل المشارب والتيارات مما جعلني ومن جديد أقف تائها وسط هذه البصمات المتنوعة والمتعددة لفقيدنا؛ وإن كنت أميل إلى أبرزها… وهي تحرير المغاربة وخاصة الأمازيغيين منهم من أكذوبة الظهير ، البربري ، كما وردت عند الفقيد نفسه الأستاذ محمد منيب في مؤلفه الصادرة 2002 *” الظهير البربري أكبر أكذوبة سياسية في المغرب المعاصر أحدث وقتها ضجة حقيقية في الساحة الثقافية والسياسية لما يتضمنه من حقائق ومعطيات تقر بعدم وجود أية وثيقة تحمل هذا الإسم (123 وثيقة )؛ إذ أن التسمية الحقيقية هي ، الظهير المنظم للشؤون العدلية في المناطق ذات العوائد البربرية ، مما جعله يقف عند هذا الظهير بهذه الصيغة وبين تأويلاته السياسية خلال تلك الفترة والتي كانت تروج بأن الاستعمار يريد التفرقة بين العرب والبربر… إضافة إلى ما لحق الأمازيغ من نعوت وأوصاف التخوين والعنصرية والتنصير والإدماج.
لقد رافع الفقيد وبالوثائق لإبراز البعد التنظيمي للظهير الذي لم يوضع على أساس اثني أو عرقي بل من منطق ترابي / مناطقي كان موجودا قبل مجيء الحماية وهو التمييز بين المناطق التي تعتمد الأعراف .الأمازيغية والمناطق التي تخضع للمحاكم الشرعية المخزنية في المدن وماجاورها كما واصل مرافعاته من أجل تنقية الكتاب المدرسي من أطروحة الظهير البربري عبر جمعية ، تيضاف اليقظة وبفضله تغير الكثير من مضامين الكتاب المدرسي في هذا الجانب بنهج الموضوعية والأمانة العلمية واحترام الحقائق التاريخية…. رافق ذلك بمؤلف صادر 2010 » الظهير البربري في الكتاب المدرسي
لقد تميزت جل مرافعات الفقيد بهذا الإلمام المتمكن بمعرفة مختلف جوانب القضية التي يتم الترافع من أجلها ساعده في ذلك دراسته وتكوينه ومهنته كموظف ببلدية أكادير 1948 حيث احتك مع الأرشيف الإستعماري واستطاع في وقت مبكر أن يضع يديه على مكامن الخطأ في الكثير من الخطابات السائدة عن تلك الفترة… عزز ذلك بالتحاقه بالحركة الثقافية الأمازيغية بكل رزانة وحكمة شكل بذلك مرجعا فكريا كما تنظيما وحول منزله إلى ملتقى مفتوح لكل الاستشارات والنقاشات وتبادل الآراء.
ناضل مع كل أطياف وتيارات الحركة الأمازيغية قدم لها كل الدعم المادي والمعنوي والإداري في صمت بليغ يحرج الكثير ممن حولوا القضية نحو عنوان آخر.
ابن أكادير ( 9 أكتوبر 1943 ) وعلى امتداد 83 سنة واكتب كل التطورات العمرانية والانمائية للمدينة كما التحولات السياسية التي عرفتها أكادير في صلة بالوطن عموما…. ربط العلاقة مع الجميع .. ووقف بنفس المسافة مع الجميع … أمازيغي بعمق وطني…. ووطني بعمق أمازيغيمتفائل بسبب العزيمة … بالفعل لا بالقول كانت عزيمته صادقة صدق إيماننا اليوم بالدعاء إليه بالرحمة والمغفرة. 

بقلم: يوسف غريب  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد