الحسين بيعقوبي //
بعد التهنئة بمناسبة العيد والخروج رويدا رويدا من بروتوكول الاحتفال الاجتماعي لابد للباحث أن تثير انتباهه بعض الأمور التي تؤكد أن الممارسات الدينية الى جانب بعدها الروحي والايماني والتعبدي هي أيضا أفعال اجتماعية تتطور وتتغير وتتحول بتغير السياق والأزمنة ومنظور الناس أنفسهم للدين وأيضا بسبب طبيعة علاقات الهيمنة في المجتمع. مناسبة القول هو التفكير في المسار الطويل الذي قطعته النساء لكي يجدن لهن مكانا في المسجد والمصلى وهو في نظري مسار لايمكن فصله عن النضال العام للنساء كل بطريقته وتحت مسميات مختلفة من أجل التحرر من القيود المجتمعية المفروضة أحيانا باسم الدين ومن أجل المساواة مع الرجل والحق في الفضاء العام بدون تمييز بسبب الجنس.
ويعبر انتقال المرأة من الغياب الى الحضور في المسجد ومصلى العيدين في تحد لين لكن واضح للقراءات الدينية الرافضة عن هذه الرغبة في المساواة وقد تم ذلك في نظري من خلال 4 مراحل أوجزها في ما يلي :
1-مرحلة الاقصاء التام بل و”تحريم” ذهاب المرأة الى المسجد والمصلى بمبرر أن للمرأة خرجتان “خرجة من بيت أهلها لبيت زوجها وخرجة من بيت زوجها لملاقاة ربها”.ولازال هذا الوضع قائما في البوادي.
2-مرحلة بداية السماح للنساء بالذهاب الى المسجد والمصلى في المدن ويخصص لهن مكان وراء الرجال يسمى “مسجد للنساء” لتمييزه عن “مسجد للرجال” ويفصل بينهما حاجز (حائط) وبدون حاجز في المصلى. وأثناء الذهاب والاياب الى هذين المكانين يتم اقتسام الشارع العام بدون تمييزويختلط الجنسين بدون أي اشكال.
3- كثرة النساء في المساجد و المصليات حتى أصبح ذلك يثيرحفيظة الجيل السابق (70 و80سنة) الذي لم يألف ذلك ويعبرعن موقفه بطريقة لا تخلو من المزاح بالقول “أصبحت النساء أكثر من الرجال في المصلى” أو”أوتينت تمغارين ايركازن”.
4- صلاة النساء في مصلى العيد الى جانب الرجال (وليس خلفهم) بدون اختلاط لكن في نفس المستوى (أكادير 2016 حسب تدوينة أحد الحاضرين) وبحضور الوفد الرسمي واتخدت كافة الاجراءات لضمان حد أعلى نسبيا من المساواة ومرت الأمور على أحسن ما يرام.
5-……
لقد صدق من قال “مسافة الألف ميل تبدأ بمتر واحد”
التعليقات مغلقة.