حسن أوريد في مجموعة الرواية المسافرة: الدمقرطة أصبحت على المحك و نظام العولمة عمق الإختلالات و الفوارق

بقلم : ذ.عبد الغاني محاميدي//

خلال لقاء مع المفكر المغربي حسن أوريد في مجموعة الرواية المسافرة على الواتساب يوم الأحد 10 ماي، و في معرض حديثه عن تقييم أولي لطبيعة العلاقات الدولية في ظل جائحة كورونا، قال المفكر المغربي حسن أوريد “أن لا أحد يستطيع أن يتكهن بالمستقبل.

“لكن لا شك أننا أمام فترة مفصلية تختلف كلية عن عالم ما بعد سقوط جدار برلين؛ ذلك العالم الذي هيمن فيه نظام أحادي القطبية و نظام العولمة. الدمقرطة أصبحت على المحك و نظام العولمة عمق الإختلالات و الفوارق، و هناك حديث راهن عن اللاعولمة (démondialisation.)
كما أشار المفكر إلى أن “الفاعليين السياسيين سيتغيرون؛ فالغرب الذي هيمن لأربعة قرون إصطدم الأن بفاعلين جدد؛ أبرزهم روسيا و الصين؛ فالصين قد يضايق أو يؤخر و لكنه واقع لا يمكن أن يجحد.

“نحن أمام نهاية الأحادية القطبية؛ فأوربا حاليا متذبذبة و تعيش أزمة وجودية و بنيوية، نحن ننعتق من عالم و ندخل عالم أخر.

لم يخفي أوريد صعوبة المرحلة المقبلة، و ذلك في ظل غياب براديكم واضح أو فكر جاهز؛ وهي فترة صعبة إقتصاديا و إجتتماعيا، فهناك حديث في الأوساط الإقتصادية عن الكنيزية الجديدة، كما هو الشأن للإقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي (Thomas Piketty) أو الأمريكيان بول كروكمان( Paul Krugman) و جوزيف ستيكليتز ( Joseph Stiglitz) . ينبغي الإقرار بفشل العولمة و إعادة الإعتبار للكنيزية الجديدة.

أعقب المفكر أوريد أن العالم سيمر بظرفية صعبة و لكنها ضرورية؛ فالإتجاه الذي كان سائدا أدى إلى الإستنزاف التام بعد التضحية بقطاعات حيوية في ظل الخصخصة.

إن السؤال الجوهري الذي يجب حسمه هو؛ “هل الإنسان هو الذي يجب أن يكون في خدمة الإقتصاد؟ أم العكس أن الإقتصاد هو الذي يجب أن يخدم الإنسان؟ و الحال أن الإقتصاد منذ نشأته ارتبط بالسياسة و ظهر المصطلح مقرون بالسياسة أي الإقتصاد السياسي بمعنى أن السياسة الإقتصادية يجب أن تكون في خدمة الإنسان، لكن العكس هو الذي حدث إذ أصبح الإقتصاد خديما للمال. إن التضارب الذي حدث لمدة طويلة بين العمل و رأسمال كان كارثيا، وبالتالي فقد أصبح من الضروري الموازاة بين العمل و رأس المال لحفظ التوازن.

في الأخير ختم أوريد كلمته أن الحكم على الظرفية و ما سيعقبها يحتاج لتراكم فكري، و هو ما أضحى من إنشغالاته الأساسية كمتتبع للمرحلة.”

ويشار أن مجموعة الرواية المسافرة دأبت مند مدة في حلقاتها “كاتب -ة بيننا” على استضافة  كتاب رواية وقصة وشعراء ومبدعون، حيث يقوم أعضاء المجموعة على تداول كتب وقراءتها بكل الود والحب، وبما أن الجميع في فترة مكوث في البيوت فإنها مناسبة للتواصل مع الأدباء الكرام ومحاورتهم حول ابداعاتهم وهموم الكتابة وهواجسها وطموحاتها.

وبعد استضافة المجموعة لكل من : محمد النعمة بيروك ـ ياسين كني ـ سلمى الغزاوي ـ عبد الكريم الجويطي ـ عزيز شراج ـ نبيلة عزوزي ـ زكرياء أبو مارية ـ عبد المجيد سباطة ـ أحمد الويزي ـ طارق البكاري ـ أحمد بطاح ـ شكيب أريج ـ عبد الكريم عباسي ـ واسيني الأعرج ـ عبد العزيز الراشدي ـ زبيدة هرماس.

حضر  المفكر والروائي حسن أوريد في الحلقة 17 من سلسلة كاتب ـ ة ـ بيننا بمجموعة الرواية المسافرة على الواتساب  يوم الأحد 10 ماي 2020 ابتداء من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية الثانية عشرة ليلا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد