من أرشيف الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي – الحلقة 5 – دَّا احْمَاد .. أمغار الحزب -الجزء 2

الحسين ابليح - سكرتير تحرير جريدة نبض المجتمع
الحسين ابليح – سكرتير تحرير جريدة نبض المجتمع

لم ألْتَقِ أحمد الدغيرني إلا صيف سنة 2005، ولم تكن المناسبة سوى تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي يوم 31 يوليوز 2005 بالرباط. وقبل هذا التاريخ لم يكن الدغيرني بالنسبة لي، سوى رقم في زحمة الأسماء التي تؤثث سماء الأمازيغية، إلى جانب أزايكو وشفيق وأخياط والصافي مومن والعكاف ووكرار وآخرون.

استقبلني الدغيرني صبيحة يوم الأحد 31 يوليوز 2005  رفقة رفاقي بوشطارت وبوهدا وزدوتي وأفضن والدرهم، وكنا يومئذ ثلة منتقاة بعناية لتمثيل منطقة الجنوب في جدول أعمال تأسيس الحزب. وأعجبت بطريقة الرجل في معانقة كل فرد على حدة، وانتابنا جميعا إحساس أن لقاءنا في حد ذاته أهم من تأسيس الحزب، أو أن مقاصد تأسيس هذا الحزب لا تعدو أن تكون ضمان لقاء تانزروفت / الصحراء بأيت غيغوش والريف والشرق، وهو الشيء الذي ظل يكرره الدغريني في كل لقاء تقريبا من لقاءات الحزب، وهي الورقة التي كان يفض بها النزاعات دوما ..” وا ئيمازيغن مونات كا على ربي “.

سيظل اللقاء التأسيسي محفورا بذاكرتي، فعلاوة على كونه ضم أسماء لم أكن أحلم أن تلتئم حول مشروع سياسي أمازيغي قط، كان الفضاء المختار للتأسيس بحي حسان بالرباط، على الرغم من بساطته، يوحي بصوفية مفتقدة في العمل السياسي في الأحزاب المعروفة لدينا، والتي خبرنا بعضها، وكان جو النقاش الذي ساد يومها، يشي بالرغبة في نقل سرعة الحركة الأمازيغية إلى المفازات السياسية، وبدأت تتضح أمامي أولى الإشارات إلى أننا أمام مشروع سياسي مختلف تماما على ما ألفنا في الأحزاب الأخرى، وأن النضال ضمن الحزب الذي يوشك أن يولد يومها سيكون بطعم الخسارات أكثر مما ينبيء بالنجاحات.

(يتبع)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد