الوطن الذي نريد -1

// بقلم: حسن سفري

في خضم مجريات الأحدات داخل المجتمع المغربي ومتغيرات مشهده السياسي وفي قراءة لواقعه الحقوقي والأوضاع الإجتماعية للشعب المغربي لا يسعنا إلا و أن نعطي تأملات في واقع أخر وشروط أخرى لوطن منشود بشروط تكون ضامنة لعيش كريم في حرية ومواطنة حقيقية ،دعائمها المساواة والكرامة والحرية فقراءة لمجموعة من الأرقام والمؤشرات (البطالة ،المشاركة السياسية،الأمية،الفقر…) تتجه دائما نحو التحليل السلبي للوضع وتكرس تشاؤما وتزرع يأسا في نفسية المواطن الغيور خصوصا المواطنين الذين يلمسون القيم والحقوق الذين يتأ لمون للوطن ويشعرون بجروحه وهم طليعة الشعب ونخبه الوفية وسواعد الوطن من فلاحين وعمال مؤمنين وتواقين لوطن العدالة الإجتماعية والمساواة وليس فئات عريضة من المواطنين والتي للاسف غائبة عن كل النقاشات العمومية الدائرة ووقعت على بياض لمعبرات للحديت بإسمها والتفاوض بها وهي للاسف غير مصداقية بل تتاجر بهم وهم للأسف فئات واسعة تعيش هامش المتغيرات والأحذات عازفة عن كل المبادرات والنقاشات وعن كل الحركات الاجتماعية والاحتجاجية ودخلت في دائرة المفعول بهم بدل الفاعلين كذوات مفكرة وكمواطنين يجب أن يساهموا بأرائهم وتصوراتهم من أي موقع كانوا ومن أي فئة اجتماعية ينحدرون . فكيف مثلا أن نتقبل فكرة شعب بدون حقوق هوياتية تكرس حقه في الوجود والشخصية القانونية وتحرمه من الحديث في الفضاء العام بلغتة الأم فكيف تستقيم معادلة الغربة والإحساس بها في الوطن، لغتنا لا موقع لها في السوق اللغوية بل تتعرض لهجومات تميزية ستحس بالحديث بها كأنك مواطن من الدرجة الثالثة لا من قبل الدولة ومؤسساتها ولا من مخلفات سياساتها داخل المجتمع وتأثيرها على فئات واسعة من المواطنين وتبنيهم لموقف الإحتقار من اللغة الامازيغية ومكوناتها الهوياتية فمن يتحمل مسؤولية هذا التأثر ومن كان صاحب التأثير ومن ذهب بالمجتمع إلى تبني للتميز واللإحتقار في أوساطه . هناك من يستخفف بهده المعادلة اللغوية والنقاش حولها وهناك من يضعها خارج أولوياته ولا يعتبرها جزءا من الصراع ،ولكن نحن نعي مانقول ومانفعل فمعركتنا من أجل اللغة والهوية الأمازيغية في نضال شمولي وليس بمعزل عن النضال الاجتماعي من أجل مغرب الكرامة والعدالة الاجتماعية مغرب المساواة تغيب فيه التفاوتات الطبقية و لاينفصل عن النضال الديمقراطي والحقوقي من أجل مغرب تسوده قيم الحرية والمبادئ الكونية لحقوق الانسان من حق التعبير والرأي والحق في الاختيار وحرية الإعتقاد والتفكير ،فاللغة الام والتواصل بها وعبرها وسيلة للتعبير والتفكير والإنتاج أفضل من أي لغة كيفما كانت فكيف أن يجهض إبداعنا ويعرقل إنتاجنا ويهدر زمننا ونحسن بالاحتقار والغربة في وطننا ؟ الوطن المنشود هو ذلك الوطن الذي يسع جميع مواطنيه ويضمهم إليه ويحميهم ويعبر عن أمالهم ويداوي جروحهم وينمو معهم ويرتقي بهم وعبرهم في مساواة وعدالة مجالية منصفة يستفيد عبرها الجميع من الثروة المحتكرة من الإقطاعية التي إستنزفت ونهبت المال العام وسيطرت على المشهد السياسي وتحكمت في الإعلام في تحد للشعب وللمؤسسات الواجب أن تكون إلى جانب الشعب لا ضده وأن تختار معركة الإرتقاء بالوطن والذهاب به إلى الطريق المنشود، هو نضال مستمر من أجل ربح معركة الوطن الجامع لإختيارات الكل ،وطن الاحساس والمشاركة الجماعية المواطنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد