احمد عصيد: تأسيس الرابطة الأمازيغية محاولة اختراق للحركة الأمازيغية

قال أحمد عصيد الناشط والباحث الأمازيغي، بأن الهدف من تأسيس “الرابطة المغربية الأمازيغية”، هو محاولة لاحتواء الخطاب الأمازيغي، العلماني. محاولة تندرج في سياق الإطار الإديولوجي لحزب العدالة والتنمية.

أكد الأستاذ الباحث الأمازيغي أحمد عصيد، في حوار مع “منارة”، بأن حزب العدالة والتنمية يسعى دائما الى احتكار معنى الأصالة في مواجهته للحداثيين والديمقراطيين، إلا أن الحركة الأمازيغية تخلخل هذا الاعتقاد لدى حزب المصباح، باعتبارها مكونا اصيلا وعريقا للثقافة المغربية، وفوق هذا وذاك، تكشف أن حزب العدالة والتنمية ليست له اديولوجيا مغربية أصيلة، بل تأخذ من نبع تيارات اديولوجية أجنبية، مثل الاخوان المسلمين في مصر والوهابية بالسعودية.

عصيد أوضح أيضا، بأن مصير هذه الجمعية هو الفشل مثل باقي الجمعيات التي أسسها تنظيم التوحيد والإصلاح سابقا وسماها بالجمعيات الأمازيغية والتي فشلت في التصدي للمطالب الامازيغية وللحركة الامازيغية بالمغرب.

واستبعد عصيد، امكانية التصادم مع هذه الجمعية، إذا ماهي اشتغلت بطريقة تنسجم مع الخطاب الأمازيغي ومطالبه ومكتسباته انسجاما تاما.

عصيد أكد أيضا خلال هذا الحوار، بأن الحركة الأمازيغية لم تغير موافقها ولا مبادئها، ولا خطاباتها، بل بقيت دائما ثابتة على الأسس التي بنيت عليها، بخلاف الاسلاميين يضيف عصيد: “يتلونون ويغيرون في كل مرة خطابهم ويلتحقون بمكتسباتنا في نهاية المطاف”.

هذه النقط، بالاضافة إلى أشياء أخرى، ناقشناها مع الشاعر والفيلسوف والناشط الحقوقي والباحث الأمازيغي الأستاذ أحمد عصيد، فكان الحوار معه على النحو التالي:

الرابطة المغربية الأمازيغية ليست اطارا مدنيا مستقلا مثل الحركة الأمازيغية

تأسيس ما يسمى بالرابطة الأمازيغية المغربية يدخل في اطار حقوق المواطنة. باعتبار أن لكل الحق في تأسييس الجمعيات والانضمام اليها حسب التصور الذي يراه. وهذا نعتبره حقا مبدئيا.

اما فيما يتعلق بالأهداف والمرامي الكامنة وراء تأسيس هذه الجمعية، وما يتوخاه مؤسسوها منها، فنعتقد ان هذا الاطار الجديد ليس اطارا مدنيا مستقلا، مثل الحركة الأمازيغية. بل هو اطار جمعوي تابع لحزب العدالة والتنمية. يدل على ذلك حضور وزيرين من وزراء الحكومة لهذا التأسيس. والقائهما خطبتين توجيهيتين في اطار التصور الاديولوجي للحزب لهذه الجمعية.

لهذا نجزم بان الهدف من تأسيسها هو محاولة احتواء الخطاب الامازيغي، الذي هو خطاب علماني، في اطار اديولويجا حزب العدالة والتنمية. باعتبار أن الخطاب الامازيغي يمثل تحديا لهذا الحزب. وذلك بسبب الانتقادات االتي يوجهها للتيار الاسلامي عموما، ولحزب العدالة والتنمية خصوصا. ومن جهة اخرى بسبب الطابع العلماني لهذا الخطاب والذي يزعج الحزب بسبب انه يمثل أيضا الأصالة المغربية.

الحركة الأمازيغية تخلخل الاعتقاد السائد لدى العدالة والتنمية بأنه يمثل الأصالة

يسعى حزب العدالة والتنمية بالمنظمات التابعة له، ليحتكر معنى الأصالة. وفي مواجهته للحداثيين والديمقراطيين يعتبر نفسه ممثلا للأصالة ويعتبر الآخرين متأثرين بالغرب.
إلا أن الحركة الأمازيغية تخلخل هذا الاعتقاد، على اعتبار انها هي ايضا تمثل اصالة عريقة، وتكشف ان اديولوجيا حزب العدالة والتنمية، ليست اديولوجيا اصيلة مغربية بل هي تاخذ من نبع تيارات اديولوجية اجنبية مثل الاخوان المسلمين بمصر والوهابية السعودية.

لهذا السبب اذن، يسعى حزب العدالة والتنمية عبر هذه الجمعية الى محاولة اختراق الحركة الأمازيغية. الا ان هذا سيكون شبه مستحيل لان الحركة الامازيغية حركة علمانية ثابتة على مبادئها المؤسسة. وهذا التنظيم الجديد، هو تنظيم تابع للتيار الاسلامي بدون أي شك. وبالتالي، فدخوله في صراع مع الحركة الأمازيغية، سيؤدي الى فشله، مثلما فشلت الكثير من الجمعيات التي اسسها تنظيم التوحيد والاصلاح سابقا، وسماها الجمعيات الأمازيغية. وفشلت فشلا ذريعا في التصدي للمطالب الامازيغية وللحركة الأمازيغية بصفة عامة.

واعتقد ان مصير هذا التنظيم الجديد، هو الفشل ايضا، اذا دخل في تصادم مع الحركة او حاول ان يمس بمبدأ من مبادئها، أو مطلب من مطالبها، أو مكسب من المكتسبات التي حققتها على مدى ازيد من 45 سنة.

الصدام مع هذا التنظيم الجديد غير وارد إلا إذا لم ينسجم مع روح الحركة الأمازيغية بالمغرب

اذا افترضنا ان هذه الجمعية اشتغلت بطريقة تنسجم مع الخطاب الأمازيغي ومطالبه ومكتسباته انسجاما تاما، فسوف لن يحدث اي تصادم معها. وذلك على اعتبار اننا نرى بان الاسلاميين التحقوا دائما بالخطاب الامازيغي. حيث يعارضونه في البداية، وعندما يحقق مكتسبات، يلتحقون بها. وللتذكير، فخلال سنة 1995، اعتبر الاسلاميون، الدعوة الى تدريس الأمازيغية مآمرة استعمارية. وعندما دخلت الامازيغية الى التعليم بصفة رسمية عام 2003، التحقوا وبدأوا يقولون أنها خطوة ايجابية.

وعندما طالبنا بدسترة الأمازيغية. قالوا ان الاعتراف الدستوري بالامازيغية كلغة رسمية،  سيجعلنا ننقسم إلى أمتين أو شعبين، ونقتتل فيما بيننا. وعندما تحقق ذلك، التحقوا وقالوا هذا مكسب ايجابي.

ومن جهة أخرى، عندما طالبنا بحرف “تيفيناغ”. عارضوه وقالوا، إنه حرف وثني. ولا علاقة له بالمغرب ولا بالامازيغية. وعندما اصبح التداول به رسميا التحقوا بالركب ايضا. أما نعته بن كيران بالـ”الشينوية”، اعتذر مرتين في تجمعات خطابية عن ذلك.

نحن ثابثون على خطابنا ولا نغير مبادئنا والاسلاميون يتلوّنون ويغيرون في كل مرة خطابهم

نحن لا نغير مواقفها ولا نغير مبادئنا، نبقى على خطابنا ثابتين. أما الاسلاميون ، فيتلوّننون، ويغيرون في كل مرة خطابهم ويلتحقون بمكتسباتنا.

ونحن في المقابل نرحب بهم دائما عندما يراجعون مواقفهم وأفكارهم. لان هدفنا ليس هو المواجهة. هدفنا هو الانتقال السلمي الى دولة الحق والقانون، ودولة المواطنة، التي يتساوى فيها الجميع. وكل من التحق بهذه المبادئ، نعتبره فاعلا ايجابيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد