في الجزائر منذ الإعلان عن ترشح الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية، بدأ بعض المواطنين بإظهار رفضهم لهذه الانتخابات في الشارع من خلال بعض الوقفات الاحتجاجية هنا وهناك . لكن التحرك الذي بدا يقلق السلطات الجزائرية هو حركة “بركات”
كلمة “بركات” باللهجة الجزائرية تعني كفى .هذه الحركة الشبابية الشعبية ظهرت في الأول من شهر آذار/مارس تحديدا بعد أن تبين وتأكد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيترشح للانتخابات الرئاسية ولعهدة رابعة لخلافة نفسه .
قبل أيام أصدرت حركة “بركات” بيانا للتعريف بنفسها حيث قالت إنها حركة مواطنة وحركة وطنية سلمية مستقلة غير حزبية تسعى لإرساء الديمقراطية وبناء دولة الحق والقانون في الجزائر.
شعار الحركة هو بركات من العبث، بركات من الفساد، بركات للعهدة الرابعة وللانتخابات المزورة، بركات من 52 عاما من مصادرة الإرادة الشعبية وبركات للنظام البوليسي ولتهميش الشباب.
هذه الشعارات يبدو أنها وجدت صداها لدى بعض الشباب والمواطنين في الجزائر وقد بدؤوا التجاوب مع دعوات الحركة للاحتجاج السلمي ضد العهدة الرابعة.
السيدة حكيمة صبايحي أستاذة جامعية، لا تنتمي لأي حزب سياسي ولا تنتمي لأي مرشح منافس لبوتفليقة ولكنها تقول : “إن حركة “بركات ” تمثل صوت الشعب العفوي الذي لا يريد أن يشبه تحركه تحرك ما يسمى بالثورات العربية. من دعموا ترشيح رجل مريض لرئاسة الجزائر لم يأخذوا في الحسبان أن يكون هناك تحرك شعبي . لقد اعتقدوا أنهم قضوا على كل المعارضة وحطموا كل الأحزاب السياسية واشتروا جميع الذمم”
حركة “بركات” والمخابرات الجزائرية
السلطات الجزائرية ووسائل الإعلام الحكومية تحاول التقليل من تحرك بعض المواطنين هنا وهناك وهي تقول بأن هناك مؤامرة خارجية على أمن الدولة يحاول البعض أن يحدث في الجزائر ما حدث في مصر وتونس والمغرب مع حركات تمرد أو 20 فبراير
يرى الدبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت أن “النظام الجزائري يحاول تخويف الجزائريين بثورات الربيع العربي لثنيهم عن الانضمام لهذه الحركات الاحتجاجية” ويضيف قائلا “إن الجزائر عرفت منذ بداية العام عدة حركات احتجاجية مثل حركة “رافضون” التي لم تلق تجاوبا ولم تتحدث عنها وسائل الإعلام ولهذا يعتقد بأن حركة “بركات” باتت مخترقة من طرف عدة أجنحة وخاصة من طرف جناح الخاسرين من المنتمين للمخابرات الجزائرية وهناك من هم من المستاءين من ترشح بوتفليقة لأن ذلك لن يخدم مصالحهم، وهناك أيضا في الحركة شباب صادقين ممن يريدون تغيير الأوضاع”
حركة بركات سواء كانت عفوية أو مدعومة أو مخترقة فهي بدأت تزعج السلطات الجزائرية وهناك الكثير من الشباب والجزائريين ممن يتمنون التجاوب مع “بركات” لرفض الواقع الحالي لكنهم يتخوفون من الاستغلال السياسي و تسرب بعض الانتهازيين للحركة وتشويهها.
في كل الأحوال تاريخيا في الجزائر جميع حركات الاحتجاج واجهت قوة بوليسية وأمنية كبيرة ومحنكة لديها الكثير من الخبرة تمكنت خلال ال 20 سنة الماضية وبدعوى مكافحة الإرهاب.
التعليقات مغلقة.