“كورونا” البدايات والنهايات
بقلم 🖋️ مونية فتحي//
“العالم قرية صغيرة” عبارة لطالما ترددت على مسامعنا لتوصيف العولمة، لكنني اجزم ان اكبر المعتقدين بهذه العبارة ولو كان صاحبها نفسه ان يتخيل ما يعيشه العالم اليوم من تكريس لمفهوم المواطن الكوني الذي يتشارك الامل والالم نفسه في العالم باسره لمواجهة هذه الجائحة ،والتي تحلم فيها الدول بفارس مغوار لهزمها غير ان دور البطولة هنا لا يتطلب العضلات المفتولة او التهور والاقدام بل مجرد التزام البيوت ورفع مستوى النظافة والوقاية، عرض كان من المفروض ان يتهافت عليه الحالمون بالبطولة لسهولة الدور غير ان الواقع أثبت صعوبة ال”casting ” فربما تغيب المسؤولية ، الصبر والتلاحم عن بعض شبابنا، لكن ولله الحمد ان هناك نصف كاس مملوء يبرز شجعانا يحترمون الحجر الصحي والطوارئ ويتفننون في ابتكار اساليب لاستمرار الحياة ودعم المحتاجين و اتمام التحصيل العلمي دون اغفال الجهود الحثيثة لدوران عجلة الاقتصاد ولو بخtف الاضرار ، انها شبكة متجانسة ومتشعبة تحاول افراز ثنائية دولة-مجتمع اكثر قوة .
الحقيقة أن المحنة في بدايتها وبعض الصعوبات التي نعيشها هي من قبيل عثرات البداية ويفترض أن تكون فاتحة خير أمام طاقات ومواهب همشت وغيبت وطالها الاهمال لكن معدنها الاصيل والنفيس يأبى الا ان يشع بنوره وألقه رغم العتمة ،يفخر الوطن بأبنائه في شتى المجالات العلمية والتقنية والطبية ، هذه البدايات لا بد لها ان تستمر للوصول الى الهدف المنشود لكن من الاجدر ان تسبقها نهايات حتمية كذلك لترسيخ قطيعة مع ممارسات الماضي ، فأولى النهايات تكون مع إهمال منظومتي التعليم والصحة التي ترتكز عليها الامم في زمن المحن ، نهايات مع سياسات خصخصة تنتهك المقدرات وتترك المواطن الاعزل تحت رحمة الخواص دون رقيب او حسيب ، نهايات مع سياسات اللاتواصل والوعود الكاذبة ، مع الهشاشة مع التفقير ، مع الحݣرة …
تلكم الوصفة الأولى و الترياق الاساس لتقوية هذا الوطن الذي تنخر جسده الفيروسات والطفيليات منذ زمن بعيد . بمسحة من الامل فإننا نفتخر بإشراقه البدايات لكن الحذر كل الحذر فالنهايات التي لا يصحبها حال البداية لا يعول عليها.
التعليقات مغلقة.