ماذا بعد إرتداء سكان تارودانت لكمامات الوقاية من فيروس كورونا ؟

   بقلم محمد مواد//
بعد شفاء الحالة الوحيدة المسجل تأكيدها ، و خروج مخالطوها من العزل الصحي ، و كذا التصنيف الوطني الحالي لتارودانت ضمن أقاليم المملكة الخالية من فيروس كورونا القاتل .
يبدو أن الخريطة الوبائية المؤقتة لتارودانت تبعث ظرفيا الإطمئنان في النفوس .
لكن ، قد يخسر الإقليم هذا التميز إن لم تستمر الساكنة على نفس الإنضباط الواعي بأهمية إحترام قوانين حالة الطوارئ الصحية ، و التي إنضافت إلى ترسانتها مؤخرا قاعدة إجبارية إرتداء الكمامات الواقية ، لغير المحجورين من الحالات الإستثنائية المسموح لها التنقل خارج مقرات السكن .
أكيد أن هذا القرار، جاء في سياق مرحلة دقيقة ، بعد أن  تحول من خلالها” المخالطين و خارقي الحظر الصحي ” إلى خطر داهم  .
و بإمكان أجرأته بصرامة – أخدا بعين الإعتبار لتدابير مواكبة لخصوصيات المجالات الترابية – أن تساهم في تطويق مستوى الهلاك الذي قد تخلفه تلك المدمرات البشرية المتحركة .
وعلى  مستوى تارودانت ، يمكن للسلطات الإقليمية أن تبادر لإتخاد تدابير تكميلية عدة ، و أخرى ستجد لها مخرجات ،  في ثنايا الميزانية المرصودة من طرف المجلس الإقليمي ، بمقتضى دورية وزارة الداخلية بشأن محاربة الجائحة ، المحددة في غلاف المليار سنتيم و منها مثلا :
إعداد حملات تحسيسية ، تستهدف التوعية بمهارات و تقنيات التناول الصحي للكمامات  الواقية بمختلف نقط البيع ، مادامت سياسة القرب قد أوكلت وساطة التوزيع لشركات غير متخصصة ، و مهمة البيع لزبنائها الواسعي الإنتشار بتجارة القرب .
هذه المسالك ، قد تجعل المنتج  الطبي يسلك مسارات عبر تماس أياد غير معقمة و مفتوحة العدد ، كما يمكن للمنتج أن يخزن و يعرض في ظروف غير صحية .
هذا طبعا رغم تقنين تعبئتها بعلب من فئة عشرة عينات ، و التي ستخضع حتما للتجزيء بمحلات إعتاد بعضها  بيع العقاقير الطبية المسكنة للآلام بالتقسيط .
وفي هذا المجال يمكن لجمعيات المجتمع المدني أن تلعب دورا رائدا في إطار شراكات متعددة الأطراف …
كما يمكن للسلطات الإقليمية ،  توجيه ذاك الآمر بالصرف لذلك المليار سنتيم لتخصيص فصل فريد لشراء حاويات للنفايات  وأكياس القمامة ؛ لتوطين الأولى بمختلف أحياء المدينة و توزيع الثانية على الساكنة ( إسوة بأعياد الأضحى) طيلة مدة الحجرالصحي لا أطاله الله طبعا .
فالإستعمال غير المعتاد في ثقافتنا و الواسع لكمامات ذات صلاحية أربع ساعات ،  قد يهول الحجم المنتظر رميه ، مما سينتج عنه هكذا مخلفات ، من المفروض التفكير في معالجة مآل نهايتها  على غرار تدبير بدايتها .
إن مثل هذه النفايات  الطبية أو الشبه طبية ، إن لم تكن موبوءة فرضا بفيروسات كورونا المستجد ، فيمكن لا قدر الله أن تكون ملوثة بجراثيم أخرى متنقلة ، و معدية للجهاز التنفسي من جنسي البكتيريا و الطفيليات ، مما يحولها إلى ألغام  موقوتة بعد الإنتهاء من الإستعمال .
و كغيرها من المراكز الحضرية بالإقليم ، فالمدينة لا تخلو من ظواهر سوسيوإقتصادية هامشية ، إمتهن  معها العديد من الشباب ، الإسترزاق من براثن النفايات الصلبة منها : ظاهرة ” التبوعير ” أو ” البوعارة ” من شاكلة سباقي  التنقيب في الأزبال المنزلية قبل جمعها من طرف مصالح البلدية ، و فيالق ” النباشة ” في مطارح ، هي أصلا عبارة عن مراع دائمة للحيوانات العاشبة ، اللاحمة و أيضا لأسراب اللقالق و البلشون .
و لعل من حسنات حالة الطوارىء  التي ستمر بسلام إنشاء الله ، أن هذا الجيل وليد الثورة الرقمية و دستور 2011 ، الذي يجهل كل شيء عن حالة إستثناء الستينات ، و مخزن ما بعد ذلك إلى التسعينات من القرن الماضي ، قد يتعلم  خلال الحظر الصحي بعض القيم الوطنية كالتضحية ، الإنضباط ، التعاون ، اليقضة ، المصير المشترك …
وقد يستوعب ، إن بحث في تاريخ الأمس الفرق بين مغربين ، وأن نزول القوات العمومية في مغرب اليوم ، لفرض الإنضباط للقانون و جزر الجانحين ، هو واجب لاينطوي على أية نزعة تسلطية أو سلوك عدواني ؛ و إنما هي   تدابير مشروعة التنفيذ ، لها غايات وطنية نبيلة تراعي المصلحة العامة ، وتستهدف السهر على صحة المواطنات و المواطنين و الحفاظ على أمنهم و سلامتهم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد