إلى الشهيدة /الطبيبة مريم أصيّاد.. تعزية بحجم الوطن
فقيذتنا الشهيدة..
لا تعرفيني…
لكن اسمك دخل كل بيوت الملايين المغاربة في عزلهم الصحّي…خوفاً من هذا العدوّ.. وخرجت أنت كواحدة من طلائع هذا الجيش الأبيض لمحاربته نيابة عنّا…
ليسجّل اسمك هذا المساء بمريم التى جعلت الطبّ مواجهة وكفاحاً وليس مهنة أوامتيازاً…ويوشحّ صدرك بشرف الوطن وروحك بجانب الشهداء.. كما عدّ نبينا محمد صٓ المتوفّى من الطاعون شهيدًا من الشهداء..
لكنّي أعرفك قبل ذلك..
منذ بداية مارس وحالة الاستنفار العام لهذا الجيش الأبيض وبهذا القناع الواقي.. مع الكمامات وارتداء القفازات لأكثر من يوم.. بما في ذلك هذا التركيز الحاد على عدم الاحتكاك بالمريض طيلة ساعات التواجد بغرفته،.. أعرف.. لا وجود لشيء اسمه النوم أو الاستراحة…
هكذا انقلبت حياتكم اليوميةمنذ هجوم هذا العدو الوبائي وبمختلف رتبكم من الطبيب وصولا إلى المساعد والممرض،.. وفي أول الصفوف لمحاربة عدو مجهول.. .. كي يخطفك منّا أيتها الشهيدة
نعرف جميعاً نحن القابعون في منازلنا أنكم داخل غرف الإنعاش وأروقة المستشفيات وقاعات التعقيم، أنهككم التعب والإرهاق، والعلامات على وجوههم بسبب آثار الأقنعة التي تغطي وجوههم يوميا، ولا تغطى هذه العزيمة والإصرار في حمايتنا.. كما أن هذه الصور والفيديوهات لا تنقل إلا جزءا بسيطا من يوم واحد من هذه المعركة
تراجعت كل القطاعات.. وبقيتم كمرابطين وسط المستشفيات على امتداد البلد بعيدين عن الأهل والعائلة.. من أجل الحياة بروح وطنية عالية وبنفس ايماني استشهادي كعزيزتنا الفقيذة مريم أصيّاد.. الصابرة في معركة الوباء.. كالصابرة في الزحف.. أوكما قيل
نعرف كلّ هذا وذاك..
لكن هل تعرفون أننا عاجزون اللحظة عن تقديم التشكرات الحارّة لكم عن هذا العمل البطولي الاستثنائي لحمايتنا
لكنّنا نملك قلوباً قادرة على أن تبوح بحبها لكن ولكم
وبهذه الرؤوس التى تنحي احتراما و تقديراً لقتالياتكم وعزيمتكم
وهذي الأيادي المرفوعة إلى العلي القدير من أجل حمايتكم ونصرتكم..
وممدودة ايضاً. إلى رب العزة والجلال من أجل الرحمة والمغفرة لروح إحدى شهيداتكم..
وشهيدة الوطن.. والإنسانية.. جمعاء
( إن ربي قريب مجيب)….
صدق جلّ جلاله
—- بقلم يوسف غريب
التعليقات مغلقة.