كورونا.. تعيد فرنسا–أوربا إلى زمن العنصرية والقرصنة

لو أستطيع أن أكون استفزازيًا، ألا يمكننا اختبار هذا العمل أولاً في إفريقيا التي لا توجد فيها كمامات ولا علاج ولا عناية مركزة؟”
أوافقك الرأي وتم القيام هذا بخصوص لقاح السل وحى السيد”
أين تم القيام بأبحاث في افريقيا
بدولة أفريقية.. ووسط بائعات الهوى”.
هو خلاصة ما دار بين مسؤولان فرنسيان أدّيا اليمين على هذه الجملة ( ولن أعطي عقارًا مميتًا لأي إنسان إذا سألني إياه..) كفقرة مركزية في الميثاق الأخلاقي الذي خلّفه أبوقراط..

هم أطباء وبهذا المستوى العالي من المعرفة والخبرة يدافعان عن مختبرات تجريبية بحجم القارة الافريقية والانسان الافريقي الذي ما زال في نظرهم تحت الإنسان.. بل كينونات خصبة لحقل التجارب الصيدلانية من لقاحات وغيرها..

وكل من شاهد الفيديو سيلاحظ هذه الثقة في امتلاك هذا الحق لاعتبارات اللون والتفوق المعرفي والأكاديمي والتقدم التكنولوجي ووو وهي نفس المرتكزات التى اعتمدت في تاريخهم الاستعماري بداية القرن الماضي وبكل أساليب النهب والسطو لثروات افريقيا وخيراتها.. وما زالت إلى الآن..

لذلك أعتبر هذا الحديث الثنائي بين الطبيبين الفرنسيين تمظهرا حقيقيا لهذه العقلية الاستيطانية التي تخترق المسؤولين الفرنسيين أيأ كانت درجة تراتببهم في هرم الدّولة.. وغير بعيد.. ألم يخاطب الرئيس الفرنسي المغرب وبأسلوب فاقد للحد الأدنى من اللباقة الدبلوماسية وبصيغة التعليمات وهو يطالب بالاسراع في نقل الفرنسيين المتواجدين بالمغرب بعد أغلقنا الحدود عليهم… هي عقلية واحدة لم تخرج بعد من جبة تاريخهم الغير النظيف في علاقتهم مع الشعوب الأفريقية التى لم تعد كما كانت في عهد أجدادهم…أو كما بقيت في المخيال الجمعي الفرنسي-الاوروبي عموما.. كغابة للحيونات…

ولعلّ من ايجابيات هذا التصريح العنصري هو الكشف الفاضح لزيف القيم القانونية والحقوقية وأخلاقيات ضبط السلوك الإنساني التى تفتخر فرنسا بتصديرها للشعوب…واعتبارها مرجعا في تحديد العلاقات الدولية…ومعياراً للسلوك الديمقراطي والحقوقي.. والبلد ما زال ينظر إلى بقية الشعوب حقول تجارب..

وهاهو (كورونا) الفيروس الوبائي الغير المرئي لا يسقط الأرواح هناك بل الأقنعة أيضا على فرنسا واوروبا عموما..بهذا الغياب لروح التضامن التي جمعت دول الاتحاد وترك استغاثة إيطاليا بدون مجيب.

هي الدول التي كانت إلى حدود الأمس تتحدث عن حقوق الانسان العالمية و تعطي دروسا في الديموقراطية و حق الآخر في الحياة …و العيش المشترك و المصير المشترك..عادت وفي رمشة عين الى ممارسة القرصنة البحرية من خلال السطو على ما لغيره من تجهيزات استشفائية وكمامات وكحول طبية.. حتّى أن بلدنا وكاجراء احتياطي ضد قراصنة البحر في زمن كورونا فقد فضل توجيه طائرات الشحن الى الصين وكوريا محملة بالمعدات الطبية تجنب طاقمها التوقف بمطارات اوروبا خوفا من الاستيلاء على الشحنة و فضّل التزوّد بالوقود بأحد مطارات روسيا..

وللأسف ومع احتراماتنا لكل الفكر الإنساني الذي خلّفه فلاسفة الغرب لم يستطع أن يؤثر في القادة وصناع القرار السياسي والاقتصادي كي يلاحظ العالم هذا الانهيار الشامل لكل القيم الاخلاقية والإنسانية وهم يتركون المسنين يموتون في ركنهم ضاربين عرض الحائط مبدأ الحق في الحياة منتصرين لسياسة “حماية القطيع.. مختزلة في هذا الخطاب لرئيس دولة (سأكون صريحا معكم، ومع كل الشعب البريطاني، عائلات كثيرة، كثيرة جدا، ستفقد أحبائها قبل أن يحين الحين )..

هذه هو الوجه الحقيقي والعقيدة السياسية للغرب وما التصريح العنصري ولوقاحته إلاّ عنصر صغير ضمن هذه البشاعة..

فالقراصنة وعبر التاريخ … لاقيم لهم..

يوسف غريب الإفريقي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد