حرب الإشاعة أشد ضراوة من حرب كورونا

صحيح أن الحرب الكورونية حرب عالمية من نوع آخر ، خطورتها كامنة في عدم رؤية العدو هذا الأخير الذي يمتلك سلاحا حادا يحصد به قتلى في مختلف شرائح وطبقات مجتمعات ساكنة العالم ،مما يزيد من هلع وخوف الناس ،…والمعهود أن الحرب كيفما كان نوعها تحتاج إلى  الصمود والتحدي والتضامن قصد مواجهتها والخروج من ساحة المعركة بالانتصار أو بأقل الخسائر …
   إن الحرب التي نواجهها اليوم حرب ضارية ضد الإنسان بغض النظر عن اللون والجنس واللغة والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها ،فحري بالبشرية أن تتصدى لها بكل حزم وحذر وتنفيذ تعليمات المختصين للحد منها ،ومما يزيد من حدة هذه الحرب ظهور وباء  جديد من صنع الإنسان نفسه  ويتمثل في  فيروس  الإشاعة  حيث انتقال الأخبار الزائفة  في ثوان معدودة بين الأشخاص بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وغالبا ما يكون مصدرها غير موثوق ولا  أساس لها من الصحة.
   فينشر الخوف  والهلع في صفوف الشعب مما يفضي به إلى الاستسلام بسهولة أمام هذا الوباء الفتاك،وأيام الحجر الصحي  كشفت عن حقيقة العديد من الأشخاص في مختلف بلدان العالم  وبينت أن همهم الوحيد تخويف غيرهم بشتى الوسائل معتبرين ذلك إنجازا عظيما ،إذ يتخذون من منشوراتهم أسلحة مدمرة جل مضامينها تحمل رسائل و  إحصائيات ومعلومات مبالغ فيها حول نسب انتشار  الوباء ناهيك عن التضخيم في عدد الوفيات وعدد المصابين مما يدمر نفسية المتلقي من بني جلدتهم عوض أن يقفوا جنبا إلى جنب ضد هذا العدو اللذوذ الذي يفاجئنا كل وقت وحين، مختطفا صديقا أو جارا أو… ،عجيب أمر هؤلاء فكأنهم  خلقوا ليخيفوا الآخرين…
   إن المجتمع العالمي اليوم في أمس الحاجة إلى مواجهة حرب الإشاعة أولا لأنها أشد الحروب تدميرا وضراوة على الإنسانية.
   *ذ.علي أومنال/خنيفرة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد