ما قامت به الأوبئة في حياة الإنسان من حصد حياة اللأف من البشر.
لا شك أن ليبيا تعيش بعد الإطاحة بالديكتاورية القذافي صراع على من يتولى السلطة بين جهتين أساسيتين هما عودة العسكر متمثلآ في عصابات أو ميليشيات حفتر والذي أطلق عليها هو إسم “القوات المسلحة العربية الليبية” متحالفة مع بقايا نظام القذافي من جهة والإسلام السياسي متمثلا في الإخوان المسلمين وبعض الميليشيات التي تحالفت مع الإسلام السياسي وبعض الإنتهازين السياسين الذين لا إنتماء لهم سياسيا ولا حتى وطنيآ.
الكل يرغب في الوصول إلى سدة حكم ليبيا والحصول على أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولتحترق ليبيا بشعبها .غير أن العقيد حفتر له أطماعه الشخصية في الحصول على “قيادة ليبيا” وبأي ثمن ولهذا تحالف مع دولة الإمارات والمملكة الوهابية السعودية وجمهورية مصر وبدفع قوي فرنسا وروسيا وبالذات من الناحية العسكرية…
معروف خلال التجارب التي عاشتها الإنسانية في تصديها لهذه الأوبئة من وباء الجدري ووباء التيفود والطاعون والكوليرا وغيرها، ولكن من المعروف أيضآ هو وقوف الإنسانية وقفة واحدة في وجه هذه الأوبئة حتى تم إيجاد الأمصال والڤكسينات التي وقت الإنسان من خطرها الماحق والمدمر للإنسانية.ولكن ماذا حدث في ليبيا كان عكس ذلك..!!
ماذا حدث في ليبيا كان تمامآ هو العكس وبمقياس 180 درجة مئوية عكس ذلك. فالمعروف في كل بلدان العالم أن الجيوش تقف إلى جانب شعوبها للتغلب على هذه الأزمات والأوبئة، غير أن عصابات وميليشيات حفتر والتي يسميها الجيش العربي الليبي” وقفت موقفآ مغايرآ لذلك.
حيث هلل هذا العقيد الأسير “حفتر” محاولآ إستغلال فرصة إلتهاء العالم بمن فيهم أبناء وطنه من الليبين بمواجهة هذا الوباء الفتاك وإستمرا هجومه على العاصمة بالرغم من إعلانه الكاذب بتطبيق ما يسمى الهدنة الإنسانية؛ وإبتداء بسياسة حرق طرابلس وتنفيذ الآرض المحروقة لا لشيء إلا لتحقيق هذفه الذي يسعى لتحقيقه منذ إعلانه الإنقلابي في ربيع 2014 ألا وهو الوصول إلى حكم العاصمة وحكم ليبيا بإجهزته الديكتاتورية والقمعية على غرار ما يفعله في مدن ليبيا الأخرى التي يدعي وبكل صفاقة ووقاحة أنه حررها.اليوم في مدينتي بنغازي ودرنة حيث تظهر صوره مغطاة كل الشؤارع والميادين لا تظهر إلا صور “المشير” أي العقيد حفتر إله العسكرتريا التي ينوي بسطها على كل التراب الليبي.
إن كورونا حفتر أخطر وأعمق في الواقع والنسيج الليبي من أي كورونا عرفت حتى الآن بما في ذلك وباء الكورونا الذي يجتاح عالمنا هذه الأيام. فهذا الوباء سيتم الوصول إلى القضاء عليه بعد الوصول إلى إكتشاف المصل الذي سيتغلب عليه أما كورونا هذا العسكري وإذا ماتم لها النصر فستكون ديكتاتورية بقيم بدوية عروبية متجسدة في شخص “القائد الملهم” وستعاد تجربة الهمجية القذافية التي حكمت ليبيا لمدة تزيد عن الأربعين عامآ. سيتولى هذا العسكري هو وأسرته وقبيلته المسماة قبيلة “الفرجان” بل أكثر من هذا قد بداء في إستجلاب قبائل مصرية من غرب مصر مدعية أنها قبائل “عربية ليبية فرجانية” وتم تسكينها في الشرق الليبي وما لهذا العمل المشين من تأثير سلبي من الناحية الإجتماعية والديمغرافية في المجتمع الليبي لا لشيء إلا إلى وصوله للحكم.فق أعلنها وبكل صراحة “أن ليبيا أرضها كبيرة ولما لا يتم توطين عشرة مليون مصري في ليبيا؟” وسبق هذا التصريح بتصريح يُبين مدى العمالة للنظام المصري الذي يحاول تثبيته كحاكم لكل ليبيا حين قال هذا العقيد الأسير “إن كل شيئ تقوله مصر صحيح حتى لو كان ليس في مصلحة الليبين” وأكثر من مرة يقول العسكري المصري ا”السيسي” أنه مع “الجيش العربي”بقيادة حفتر..!!بل وصلت به وقاحته في خطابه أمام الجمعية الأممية في الأمم المتحدة حين قال “إن الأزمة في ليبيا مصدرها هو توزيع الثروة” فآي توزيع يتحدث عنه هذا العسكري الإنقلابي ومن أعطاه الحق بالتحدث في قضايا داخلية ليبية؟؟؟ومازال يشارك في مساندة “حفتر” حيث يشارك المقاتلين المصريين بطائراتهم في قنبلة الليبين،ثم لا يتورع في القول أنه لا حل عسكري للأزمة في ليبيا !!
المشكلة أن السياسين في ليبيا وبالرغم من معرفتهم وعلمهم بما تقوم به الدولة الوهابية السعودية ودولة الإمارات “الصوفية” وعسكريي مصر بدفع هذا ال “حفتر” المتعامل مع السلفيين من قتل الأبرياء وتدمير منازلهم في طرابلس والمناطق المحيطة بها والمدن الليبية الأخرى،وبالرغم من كل هذا لا يتجرأون بتسمية الأمور بأسمائها وتوجيه أصبع الإتهام لهذه الدول المساندة لميليشيات حفتر وقطع العلاقات بجميع أنواعها مع هذه الدول التي تهذف ليس فقط لقتل الليبين بل إلى تقسيم هذا الوطن.
التعليقات مغلقة.