زمن الكورونا سيتيح لنا مستقبلا مساحة للحكي..

بقلم الإعلامية لطيفة إكري//

لحظات عصيبة عشناها ونعيشها في ترقب وحيرة ماذا بعد هل سنتخطى هذه المحنة بأقل الخسائر، يدنا على قلوبنا ليس هلعا ولكن حالة قلق على من نحب وعلى أنفسنا.

تخطينا هذه الأيام لحظات الصدمة والدهشة الأولى.. لأول مرة في حياتنا نحس ان خطرا خفيا كالشبح يترصدنا في تجمعاتنا، في لقاءاتنا في فرحنا وحزننا، لامكان للرفقة مع كورونا، ابق في بيتك اقفل الشبابيك.. شاهد العالم وهو يحصي موتاه.. ويعد مصابيه.. غرف معزولة في المستشفيات.. أطباء وممرضون اشبه بكائنات فضائية، بيدهم البلسم وعلى الله سبحانه وتعالى الرحمة بالمصابين..

قد يكون الموت رحمة بالبعض ممن انهكهم المرض وبلغوا من الكبر عتيا.
الأجساد تتهاوى بالسهر والحمى.. كل واحد منا يغسل يديه عشرات المرات.. وفي كل مرة شك ووسواس خناس.. معقمات قتلت حتى البكتريا النافعة بأيدينا من شدة القلق.
ابواق هنا وهناك واجتماعات ماراطونية كورونا هذا الكابوس أوقف دواليب الحياة… عطل كل المشاريع. عاطلون في كل مكان وافواه فجأة وبدون سابق إنذار لم تجد مو دا تسد به رمقها.. صوامع تصدح داعية للصلاة وجوامع أقفلت أبوابها.
مدارس أوقفت دروسها إلى اجل غير مسمى.
قنوات تلفزية ومحطات إذاعية وجرائد بكل الألوان لا حديث لديها الا عن هذا الفيروس الحقير. العالم أضحى بحق قرية واحدة وحده المرض وجمع الأمم على صوت واحد بعدما عجزت المؤتمرات واللقاءات والاتفاقيات.
الكرة الأرضية تتنفس الصعداء حياة برية ترى النور من جديد انهار عادت حيتانها تلهو منتشية بنفس جديد. انخفاض ملحوظ في الانبعاثات الغازية.
العالم إذن وقفت انظمته الصحية عاجزة لاستيعاب عدد المصابين بها.. حس تظامني ينبعث بشكل غريب في العالم.. العالم يستعيد انسانيته.. الحسابات الاقتصادية ليست هي الحل. زمن كورونا يضع للكون نظاما جديدا ننتظر نتائجه بعد انكشاف الغمة. على كل الكورونا سيترك لنا ذكريات أليمة وسيمنحنا مساحات للحكي للأجيال القادمة.            

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد