زمن كورونا : الرأسمالية المتوحشة تأكل شعوبها..

 بلغ عدد المصابين في الولايات المتحدة الامريكية 140 الف شخص وقتل الوباء 2489 أمريكي، حسب أخبار من بلاد العام سام، مما دفع المسؤولين بالبيت الابيض اتخاذ قرار، سبقهم اليه المغرب، اغلاق الحدود واعلان حالة الطوارئ والسماح باستعمال دواء الكلوروكين.

والمثير في عالم اليوم، زمن كورونا، هو اصرار الدول العظماء باستثناء الصين واليابان، والمقصود بها، أمريكا وفرنسا وايطاليا واسبانيا، اصرارها على تفضيل اقتصاداتها على شعوبها، فعملت مند انتشار الحالات الاولى للوباء الفتاك كورونا فيروس على اقرار احترازات اقتصادية خوفا على انهيار شركاتها العالمية و ضياع راسمالها المادي، مقابل التضحية بارواح العشرات الالاف من أبناء شعوبها.. وهو مشهد مؤلم لفيلم حقيقي عنوانه البارز الرأسمالية المتوحشة تأكل شعوبها..

تداعيات هذا المشهد المؤلم والحزين ستكون له انعاكسات كبيرة على النظام العالمي وخريطته التي ستظهر ملامحه مباشرة بعد انتهاء عبث تدمير الانسان.

في ستينات القرن الماضي قال عالم الاجتماع الكندي الشهير مارشال ماكلوهان” إن العالم بات قرية صغيرة” ولكنه لم يعطينا وصفا لهذه القرية الصغيرة، قرية سيطر عليها الرأسمال المتوحش بقيم تضع الانسانية في اسفل مراتب القهر والاستغلال من أجل الثروة وكسب المزيد من المال، وتسخير الانسان والطبيعة والعلم من أجل الكسب لا غير الا الكسب.

ومن مفارقات الراسمال المتوحش، فضائحه مع تقارير تنشرها مؤسسات ومنظمات دولية محسوبة على نظامه العالمي، من بينها تقرير يقول أن  1% من سكان العالم يمتلكون 80% من الثروة العالمية (في 2010 كانت هذه النسبة 32%) وفي العام 2019 ذكرت التقارير، بأن 8 أشخاص يمتلكون نصف ثروة العالم. ما يعني توسيع دائرة الاستغلال والفقر والمجاعة وانتشار الاوبئة وبؤر التوتر.

فضيحة كورونا فيروس وتعامل الدول العظماء، ( عظما ما مامنوش كما تقول الأغنية المغربية) مع شعوبها ستكون نهاية لفيلم القرية الصغيرة مع الوحش، وسيعود العالم الى طبيعته، عالم الشعوب عالم الثقافات وليس عالم الدول، وسيكون فيه الدور الاساس لبلدان صغيرة ولكنها كبيرة بقيمها وثقافاتها، من بينها بلدنا المغرب الذي اختار مصلحة شعبه على اقتصاده بفضل إرادة ملكية وطنية مستقلة(مستقلة بكل ما تحمله الكلمة من معاني السيادة والوطنية) سيكون لها قريبا شأن.

الحسن باكريم

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد