إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد (فقط): وبعد.. !!

بالرغم من أن وقتنا الآن كلْه مركزُُ على الوطن وهو يسابق الزمن كغيره من دول المعمور للانتصار على هذا الوباء العالمي.. بل ومنخرطاً في هذه التعبئة المجتمعية وراء قائد المعركة جلالة الملك محمد السادس..

فلا بأس أن أذكركم سيدي الرئيس – ولو لدقائق – ببعض القيم والمواقف الاخلاقية التى تربّينا عليه جميعاً هنا بالمغرب.. كنّا أفراداً.. أو جماعات.. مؤسسات وقيادات.. وسبب قيامي بهذا الدرس الأخلاقي هم إقدام السلطات الجزائرية، يوم الثلاثاء، على ترحيل حوالي 10 مغاربة، من الجزائر إلى التراب المغربي عبر الشريط الحدودي المغربي الجزائري، بمنطقة تويسيت الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم جرادة في ظروف صعبة وغيرإنسانية،…

طبعا… بعد وصولهم الى الحدود المغربية تم نقلهم من قبل عناصر الدرك المغربي وتم وضعهم بدار الطالبة بجماعة إسلي الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم وجدة انجاد، رهن الحجر الصحي الإحترازي للتأكد من خلوهم من فيروس “كورونا” المستجد..( الجزائر تايمز)..

يمكن لهذا السلوك لوتمّ في ظروف عادية- كعادتكم- أن يفسّر بهذا الجفاء بين البلدين…لكن أن يتمّ في ظل هذا الأزمة الوبائية العالمية المهددة للبشرية جمعاء..وأن يتمّ طردهم من البلد وهو في الدرجة الثالثة من انتشار هذا الوباء.. هو عصيان لأخلاقيّ للحديث النبويّ الشريف.. ( لا دخول ولا خروج).. وأيضا للقاعدة الطبية العالمية بنفس المعنى

فإن في الأمر ما يدعوا إلى التشكيك في نواياكم الغير بريئة اتجاه بلدي… بل وتؤكد درجة منسوب الحقد الدفين انتم ومن ورائكم من قيادات أركان الجيش الجزائري.. ولنا من وقائع وأحداث وتصريحات كلها تسير في إبراز هذا العداء المرضي صوب المغرب..

لكن لا أحد من البشرية جمعاء يمكن أن يستسيغ هذا الطرد اللأخلاقي لمغاربة في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه دول المعمور.. بل لا نجد مثله حتى عند الحركة المافيوزية.. أوقطّاع الطرق ووو.. وفي الحقيقة انتم منسجمون مع تاريخكم في هذا الإطار..حيث يعتبر هذا الموقف اللإنساني استمرارا لسلفكم الذي طرد مغاربة يوم عيد الأضحى بعدد أفراد المسيرة الخضراء..

في المقابل.. أودّ سيدي الرئيس أن لا تنتظر منّا وم من مؤسسات بلدينا القيام برد فعل مماثل.. لأن أخلاقيتنا وقيمنا الحضارية بكل عمقها التاريخي بمثابة حصن منيع لمثل هذه السلوكات…حتى في الوضع العادي.. فكيف في أجواء هذه العدوى الوبائية التى تتجاوز الحدود وتهدد الإنسان أيّاً كانت جنسيّته وعرقه وفصيلته..

وكمثال على ذلك أرغب – سيدي الرئيس – أن أنقل إليكم هذه الوقائع من زاوية اعتبارها حدّاً فاصلا بين الإنسان وغيره.

نمودج رقم واحد :

( فقد تدخلت السلطات المحلية بمدينة المضيق، لإعادة إسكان شابين جزائريين، قام بطردهما صاحب منزل يكتريانه.. حيث أقنعت المكتري بإعادة الجزائريين، مقابل أن يتكلف المسؤول القيادي شخصيا بمصاريف الكراء والماء والكهرباء… مستحضراً في ذلك حمايتهما من الإصابة بالفيروس القاتل…)

نمودج رقم 2

( في أغلبية شوارعنا وخاصة في المدن الكبرى التى تأوي جالية من بلدان أفريقية.. قد يصادفك رجل سلطة وهو يخاطبهم عبر مكبر صوت بكل ما يجعلهم مطمئنين عن تزويدهم بكل حاجياته الضرورية وهم تحت طائلة الحجر الصحي كبقيةالمغاربة.. فالمغرب بلدهم الثاني..)

نمودج رقم 3

( لوطا…) اسم لقرية صغيرة تقع شمال المغرب تبرعت بمبلغ 66 ألف درهم مغربي (نحو سبعة آلاف دولار) لمدينة ووهان الصينية، ضمن بادرة رمزية وإنسانية لمساعدتها في تخطي وباء كورونا،.. كنوع من رد الجميل لما قدمته الحكومة الصينية من مساعدات لمدينة الحسيمة التي تقع فيها القرية خلال الزلزال الذي ضربها عام 2004. ولقد نوهت بها وكالة الأنباء الصينية التي يتجاوز عدد قرائها المليار ووصفتها بالنبيلة

هكذا نحن لا ننسى الجميل.. لكننا ننسى وبسرعة كل سلوكات الحاقدين البؤساء في التفكير والسلوك.. لأن في ذلك مضيعة للوقت وعرقلة لكل فرص التنمية في المنطقة بالتقارب بين شعوبها ..

ولن يتحقْق ذلك إلاّ إذا تأملنا هذه الملاحظة الغير بريئة ..

( هل من الصدفة أن يكون كل أفراد قيادة أركان الجيش بالجزائر من سلالة هجيبة (بين الفرنسيس.. والأتراك)

لا أنتظر الجواب..

لأن الهجانة… أصلاً..

ضدْ منطق الطبيعة..

والتاريخ..

والإنسانيّة

انتهى الدّرس


يوسف غريب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد