يوميات الفيروس : كورونا com والرعب المفتعل

يكتبها  ذ.الفنان عمر أيت سعيد//

تعد وسائل التواصل الاجتماعي من أعظم الفضاءات الأثيرية التي تروج فيها الإشاعة إلا القليل منها . تلك التي تحترم القارئ وتسمو بروحه وعقله وتعطي قيمة للإنسان. قرأنا هذه الأفكار في كتب غربية تنتقد عالم الانترنيت وفي هذه الأيام ونحن كلنا عزم ورغبة في فهم ما يجري حولنا في فلك الانترنيت وفي دهاليز السياسة العالمية.

كورنا هو الإسم الذي حقق البوز في مجموعة من الفيديوهات وخلق الرعب في صدورمجموعة من الأمهات والأباء والشعوب. فهل من مخرج أو هل من كلام نتق به لفهم ما يدور وما يجري ؟ هذه أسئلة طرحها موحا وهو يعيش يوما استثنائيا و مرعبا حيت لن ينسى هذا اليوم الذي استيقظ فيه صباحا مبكرا صلى ودعا الله أن يرفع هذا الوباء الغريب الذي يحصد الأرواح ويقلق الإنسان شرقا وغربا .

حاول أن يفهم ما يدور وهو يبحث عن الحقيقة الضائعة بين التفاصيل بين السطور والتعاليق والخطابات والصدى الكثير والمداد المسيل. حاول التخطيط فبدأ بدوره بمعية أسرته في انتقاء الأساسيات “خبز و زيت وشاي ” لا يفكر في الوصول إلى القمر أو الزحف على الجزر أو امتلاك كراسي وحدائق وجنان .

أخذ سلته وامتطىى سيارته المتهرئة متجها صوب السوق وهو يتخيل في كل لحظة أن الفيروس الكوروني يتعقبه و يوجد في كل الأجواء يسوق سيارته وفكره الزئبقي الكثير الحركة يأخده تارة إلى ما قرأه على الواتساب كيف لا وهناك من أشار إلى اجتياح الوباء لمدن أخرى بدرجات متفاوتة .

اقتنى موحا الخضر والدقيق والحاجيات الأساسية بشكل يسابق الزمن والثمن يغالبه والناس صرعى وما هم بصرعى والجشع المختلط بالخوف ينتاب الجميع.

هو يقتني البضائع لكن عقله المتمرد يتجاوز الخبز والتفكير فيه دائما ولا يتركه يرتاح ففي وسط السوق عالم من المسرحيات والعقليات والمواقف التي تضحك حينا وتبكي أحيانا .

فمثلا أن يعطس فلاح بسيط وهو يبيع خضرواته التي أنتجها بعناء وشقاء يصبح في محل سخرية وابتعاد النساء عنه مخافة انتقال العدوى منه ، فيتهربن ويستغفرن بدل تذكر تلك العبارة الجميلة التي تردد في مثل هذا الموقف ألا وهي “” رحمك الله ” . الإنسان أصبح ذئبا لأخيه الإنسان .

ولعل من المواقف المضحكة أيضا عندما سمعت أم موحا بكلمة كورونا الكثيرة الاستعمال في هذه الأيام معتقدة أن الأمر يتعلق بمشاريع جديدة فقالت لموحا لا تتعجب يا بني فهذه المشاريع سيتقاسمها اللصوص قبل أن تصل إلينا .

فضحك الجميع حيت لا نريد أن نعكر صفو خاطرها وتركناها تعتقد ما تريد إلى إشعار أخر.

كورونا شبح دون وجه’ عملة متعددة الاستعمالات ترفع موازين وتسقط أخرى’ تبني شخصيات وتسقط أقنعة عن أخرى.

وباء يحارب التجمعات وينتصر للفردانية والفرد حيت أغلقت المدارس و الجامعات ومنعت التظاهرات خوفا من الوباء . كورونا تجعلك حبيسا بين الجدران تجعلك تفكر في الحاضر أكثر تجعلك ولو لمرة واحدة ترى سقوف بيتك بإمعان تكتشف وجوه عائلتك بطريقة أخرى…

لما عاد موحا من السوق وسيارته ممتلئة عن أخرها وكأنه يريد السفر لشهور في الصحراء بدأت التأويلات والتفسيرات تتصارع في ذهنه تأتيه الأسئلة تباعا منها المقلقة و المضحكة تراوده وتداعبه …

هل فعلا الصين تريد إعادة خريطة العالم وفق رغبتها هل تريد حكم العالم ؟ هل انتهت صلاحية ذلك المثل القائل ” أطلبوا العلم ولو في الصين ” ؟ هل فعلا الصين دخلت إلى الإتحاد الأوروبي من بابه الواسع من خلال سرعة تقديمها لمساعدات للشعب الإيطالي وما ذلك إلا بداية لدخول التراب الأوروبي ؟

هل شرطي العالم أمريكا سيقبل اقتسام كعكة العالم مع الصين ؟ هل كل هذا يعد مسرحية أو كذبة ابريل وابريل لم يصل بعد ؟ هل كل ما نعيشه الآن من صناعة عظماء الأدوية والمختبرات لينعشوا صناعتهم ويستعبدوا العالم بحروبهم البيولوجية ؟

هل العالم لم يعد في حاجة لجيوش تحرسه واتحادات وتالفات تتوحد من اجل قوميات بل هو في حاجة إلى عقول تصنع التاريخ وتعمل على حماية الإنسان وسلامته .

كورونا اتبثت أنه لم نعد في حاجة إلى نجوم في كرة القدم تملأ الشاشات كل يوم ولم نعد في حاجة إلى مذيعين يتصنعون الضحك ليشغلوا أطفالنا وعائلاتنا عن همهم وحياتهم نحن الآن أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى علماء حقيقيون وأطباء أكفاء وباحثين في العلوم يبحثون على جرعات منقذة وعلاجات لمحاربة الوباء الذي يهدد وجودنا .

ننادي إعلامنا العمومي منه والخصوصي على جعل القضية التربوية قضية جوهرية لنبني معا مستقبل الناشئة ولنخلق معا إعلاما وطنيا يساهم في تربية أبنائنا من الجبل إلى السهل ومن السهل إلى الساحل .

بقلم ذ.الفنان عمرأيت سعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد