أكادير عاصمة سوس ماسة تحث المجهر

لحسن بنضاوش //

هل أصبحت أكادير ورشا وطنيا لنظام المغربي؟ وكيف يمكن شرح مستجدات الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والرياضية التي تحدث بسرعة البراق في الآونة الأخيرة؟ وهل من نظرة مستقبلية لهذا الحراك والحركة الغير عادية لمدينة تعيش التناقضات منذ اعادة بنائها وتشييدها واستمرارها في مسيرة البحث عن ذاتها بين مدن وأقطاب وطنية استطعت أن تسلك مسارا واضحا رغم بعض المشاكل .  أكادير هي مدينة غامضة، صعبة الفهم والتفسير، كتب لها أن تكون دائما مكان أسرار والتكهنات، منذ زلزال الأرض مرورا بزلازل سياسية كادت أن تعصف بها، أخيرها تسيرها من طرف حزب إسلامي أعادها إلى الوراء وهي التي كانت ساحة للسياحة والتعايش وثقافة الحوار والانفتاح .  هي أكادير عاصمة سوس ماسة وهي تتلقى دعوة من القصر الملكي في خطاب المسيرة الأخير لرد الاعتبار لها، وتمكينها من مستقبلها الزاهر مع أبنائها وساكنتها، هي المدينة التي قد لا يتقف أهلها في الانخراط الكلي في بعض القضايا الوطنية والمحلية والمصيرية لكونها تجمع بين السكان الأصليين والوافدين والعابرين بثقافات وحضارات مختلفة تجمعهم لغة العيش والبحث عن الذات .  لكن ماذا يحدث بعد خطاب المسيرة ؟  في أكادير أحداث متوالية وسريعة ببعد خطاب المسيرة الخضراء، في المجال الرياضي ثورة داخلية بدهاليز الفريق الرياضي الاكاديري غزالة سوس من أجل إصلاح البيت الداخلي للفريق السوسي وإعادة مجد كرة القدم وإيقاف الاستغلال والمكوث الدائم في الكراسي والمناصب كان أخره مسيرة الجماهير وإقالة المدرب.  وعلى المستوى السياحي، ظهور أكادر بشكل ملفت للانتباه في التلفزة المغربية والتعريف بمشاريع سياحية بأكادير، وانتعاش سياحي ملحوظ ، وثقافيا في احتفالات كبيرة برأس السنة الامازيغية ودينامية ثقافية تشهدها المدينة وضواحيها أخيرها تيزنيت في أكادير، وسياسيا في إقالة رئيس بلدية توجد بمحيط عاصمة سوس، وانتظار زيارة ملكية وتدشين مشاريع تنموية كبيرة ، وتنظيم قبلا مناظرة وطنية في موضوع الجهوية المتقدمة استقبلت خلالها أكادير كافة رؤساء جهات المغرب، وأعضاء وعضوات الحكومة المغربية في نسختها الأخير بعد التعديل.  إذن هي أحداث ومؤشرات تؤكد كون أكادير بالفعل ورشا وطنيا سيشهد أحداث وتغيرات ومحطات كبيرة في السنة الحالية، وربما بداية مسار سياسي جهوي سيجعل من عاصمة سوس ماسة نموذجا لمدينة سوسية مغربية أمازيغية تجمع بين الأصالة والمعاصرة والمجد والخلود و التطلع لمستقبل يقطع مع أساليب وتوجهات لايمكن لاكادير الاستمرار بها أو العيش في ظلها من قبيل العودة إلى الوراء والاستغناء عن ميزة العيش المشترك والسقي من عادات وتقاليد ساكنة سوس العريقة .  وفي انتظار ورش القطار، والطريق السيار إلى بفية مدن وجهات الجنوب، ومشاريع في الصحة والطاقة وتخليف شجرة أركان والنهوض بالسياحة ورد الاعتبار للمطار والميناء ، يبقى المطلوب من ساكنة سوس ماسة استشراف المستقبل من خلال الانخراط الفعلي في دينامية ورش أكادير الكبرى للإصلاح ورد الاعتبار وتنمية الإنسان والمجال .  هي وسيلة مشروعة لساكنة وأهل سوس ماسة لربح الرهان لاكادير التسامح والتعايش والغد الأفضل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد