وا إيّييييه.. خصنا نعاودو ليه التربية.

بقلم يوسف غريب//

نعم وبدون لغة الخشب أو لفّ ودوران… يبقى العلم المغربي وبرمزيته خطاً أحمر وعنوانا مشتركا لجميع المغاربة أفرادا ومؤسسات.. جيل لجيل… فوق كل الصراعات الايدولوجية وغيرها…بل تحوًل الدفاع عنه إلى عقيدة لدى أغلبية الشعوب وواجب أخلاقي وشرعي لدى جميع الأمم والحضارات.. حتى أن دلالة إسقاط العلم على الأرض ترمز إلى الهزيمة والاندحار ..

فهو سلوك منبوذ بكل المقاييس الاخلاقية والوطنية.. حتى أن هناك من يذهب إلى اعتبار هذا الفعل بمثابة إعاقة تربوية تستوجب إعادة تشكله الاجتماعي ووعيه الوطني.. أي إعادة تربيته..َ( نعاودو ليه الترابي)

وهي الكلمة التى أثارت جدلا فايسبوكيا هاذين اليومين صادرة عن مسؤول حزبي أثناء تجمع خطابي بايطاليا…ونظرا لما يحمله هذا المسؤول من حساسية سياسية اتجاه بعض الهيئات السياسية تمّ إغفال ما هو جوهريّ ومفصليّ يسير في اتجاه التطبيع مع هذا الفعل الذي يمس مشاعرنا جميعا بكل أطيافه وتلويناته واتجاهاته لأن إحراق العلم الوطني بالخارج هو إحراقنا جميعا وبدون مبالغة… وصاحبه يحتاج منا أن نساهم في إعادة تربيته…

وأصطف إلى جانب هذا المسؤول وغيره من بقية رؤساء الاحزاب والمنظمات والهيئات المدنية والأفراد اذا كان القصد من كلامه هو إدانة هذا الفعل هذا موقف لا يحتاج إلى تفكير أو تردّد.. لأن الوطن ورمزه لا اختلاف حوله…ولا يمكن أن نكون الاستثناء عن بقية الأمم في هذه النقطة-اللحمة الاجتماعية

وبنفس التصور الواضح والموقف أيضا يحتاج إلى إعادة التربية من يخدش سمعة رمز النظام الملكي الذي يستوجب الاحترام والتوقير دستوريا وأخلاقيا.. و باعتباره محط إجماع فردي ومؤسساتي لما لعب هذا النظام الذي ارتضاه المغاربة منذ القديم من دور للوحدة الوطنية ورمز الاستقرار والأمن.. لذلك أعتبر أن التطبيع مع الإساءة لهذين الرمزين إلى جانب الشريعة الإسلامية كماهو مختزل في شعارنا الخالد الله – الوطن – الملك.. هو نوع من التطبيع مع الفتنة.. لاغير..

هو الإطار العام المحدد لصراعاتنا السياسية المختلف حولها…لكن تحت سقف الوطن برمزية علمه.. و بنظام ملكي.. ووطن موحْد..

أليست هذه هي توابث الدولة التي حصل عليها الإجماع الوطني… اليس من الواجب الوطني أن ننتفض أفرادا ومؤسسات ضد كل يسيئ إليها.. لانه يهدد بذلك مصيرنا جميعا..هي قوتنا في هذا البلد.. وهي ما يجمعنا.. والمارقون منّا يحتاجون بالفعل إلى إعادة التربية..

غير ذلك فلكل منّا وجهة نظره في الجوانب الحياتية الأخرى.. ولقد عبرنا عنها ضد هذا المسؤول نفسه وغيره..

للتجاذب السياسي سقف وحدود

وللسياسية أخلاق حتى مع الخصوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد