لقد كان لافتا خلال الشهور الماضية تحرك السيد عزيز اخنوش وحيويته ونشاط حزبه سواء داخل المغرب وخارجه ، وقد تفاعل المغاربة مع هذه الحركية وهذا النشاط الكبير، لرجل يجمع بين مسؤوليات كثيرة ، سواء الوزارية أو الحزبية أو الشخصية، وكيف نجح في التوفيق بين كل شيء وأدائه على حقه، ليكن بحق رجل الميدان وليس رجل اللايفات.
هذه الحيوية كان طبيعيا أن تزعج بعض أعداء النجاح ، الذين أخافتهم تحركات الرجل ونشاطه وكفاءته ، لهذا كمنوا له ، كما يفعل اللصوص ، في أول منعطف طريق، وصاروا يترصدون خطواته وتحركاته وكلماته.
وقد سبق وفبركوا له فيديو لا يصدقه إلا الخرفان ، قائلين انه زعم أن أمه ماتت أثناء الزلزال وانه ولد بعدها . ولم ينجحوا ، صوروا لقاءاته الجماهيرية واقتطعوا منها ما يريدون، واستجوبوا بعض المغاربة الأبرياء ولم ينجحوا ، هذه المرة استغلوا كلماته الواضحة حول الثوابت الوطنية وأخرجوها من سياقها وحاولوا الإيقاع بينه وبين المغاربة ، بدعوى أنه يدعو إلى إعادة تربيتهم ، ولعل العقلاء هم من أعادوا الاستماع إلى التسجيل وتأكدوا أن السيد يتحدث عن الذين أساؤوا للوطن بحرق علمه وعملته، وعن الذين يسيئون للملك ، فهل هناك من يقبل الإساءة إلى علمه ووطنه وملكه.
لقد خرجت الكتائب من جحورها وبياتها الشتوي وانطلقت في الكذب على الناس دون وازع ديني ولا أخلاقي ، لتؤكد ما لمسه فيهم المغاربة منذ عقد من الزمن، وهو أنهم مستعدون للتخلي عن كل شيء، لأجل البقاء في كراسي الحكم ، فلماذا سيخجلون من الكذب على الناس ، علما أن هذه ليست المرة الأولى والأخيرة التي يكذبون فيها، لقد كذبوا وكذب زعيمهم الذي علمهم الكذب ، رغم أن المؤمن لا يكذب …. المثير أن كثيرا من الطيبين انطلت عليهم الحيلة وصاروا حطبا للكتائب وصدقوا – تضليلا – ما قيل دون أن يكلفوا نفسهم عناء إعادة الاستماع للتسجيل ، ليكتشفوا أن الرجل يتحدث عن أشخاص بعينهم ، والأكثر غرابة انك لو سألت بعض المنخرطين في الحملة عن رأيهم في من يحرق العلم ويسب الملك ويهين المقدسات لقال لك ” يجيب تأديبهم”.
أخيرا ليتأكد المغاربة وينتبهوا إلى أن الكتائب ومسيروها لا يعيشون إلا في الماء العكر ، وان هذا ديدنها وانها تحيا بشيطنة خصومها ، فعلوا ذلك مع شباط ومع مزوار ومع العماري والباكوري ، وهاهم يفعلونها اليوم مع عزيز اخنوش ، علما انه كان إلى وقت قريب ” ولد الناس ، والله اعمرها دار ” كما قال كبيرهم الذي علمهم الكذب ، ولكن ذاكرة البعض قصيرة أو مثقوبة ، وليطمئن المغاربة ، فليس مثل اخنوش ( ولد الناس ) من يقول عنهم ما يروجونه ، هو فقط يقترب من كشف الحقيقة ، حقيقة الكذب على المغاربة والتي استمرت من 2011 حتى اليوم .
* عبد المجيد شركتي كاتب وإعلامي
التعليقات مغلقة.