سقطة وزير العدل المغربي السابق: عندما تعمي الايديولوجيا البصر و البصيرة.

سقطة وزير العدل المغربي السابق:
عندما تعمي الايديولوجيا البصر و البصيرة.

ما صرح به وزير العدل المغربي السابق يثير السخرية و الشفقة في نفس الوقت.

السخرية لانها صادرة من وزير عدل مغربي كان من المفروض عليه ان يلتزم بالدستور المغربي و بالخطابات الرسمية التي تؤكد و تذكر المتوهمين بعروبة المغرب بأن هذا البلد المتنوع في إطار وحدته له ثقافته و حضارتها المتميزة…
الشفقة على وزير يجهل تاريخ بلده و يطلق العنان للسانه مجترا ما لقنته له ايديولوجية الستينات من القرن الماضي دون أن يعي بأن المغرب تغير، و بأن دستوره تغير، و بأنه يعيش في عهد جديد اراد القطيعة مع أخطاء الماضي …
فما فعله وزير العدل السابق في حواره رقم 30 في جريدة المساء ليوم 27 نونبر 2019 ضمن منشوراته الحوارية تباعا في هذه الجريدة.
لم يخجل السيد محمد الادريسي العلمي المشيشي وزير العدل السابق من الافتراء إن لم نقل الجهل بتاريخ بلده، حين صرح في هذا الحوار بهذا الافتراء التاريخي و بهذا النفثة الايديولوجية فكتب: ” ..بدأت العلاقة مع فرنسا منذ عهد الادارسة،اي قبل عشرة قرون على الاقل…حيث كانت أول كنيسة بنيت في المغرب كانت في عهد الأدارسة بطلب من فرنسا..”.
جهل الوزير السابق هذا بتاريخ بلده أو افتراؤه الايديولوجي هذا هو صفة قدحية تسيء اليه كوزير سابق كان عليه ان يلتزم بالمسار السياسي الذي سار عليه البلد و الذي شرعه الدستور اي ان يحترم هوية بلده، كما تسيء اليه كحقوقي انزلق الى اعتماد الجنس معيارا في حكمه التاريخي.
ففي حواره هذا لم يخجل الوزير السابق من ان ينسب “لأجداده” الادارسة تشييد اول كنيسة في المغرب بطلب من فرنسا.
فماذا ننتظر من وزير لا يعرف تاريخ بلده( هذا اذا خلصت نيته)؟
الوزير الادريسي درس في الجامعات الفرنسية لذلك لن يعرف الا “ماما” فرنسا, كما تشبع بايديولوجية القومية الواردة من الشرق لذلك لن يعرف الا عائلته الايديولوجية اي الأدارسة.
ايها الوزير: اقرأ تاريخ بلدك لتعرف تاريخ المسيحية في شمال افريقيا قبل الاسلام، و لتعرف ما قدمه اجدادك الامازيغ ( مع انك تنكرت لهم) بعد بعد اليهودية و قبل الاسلام من فضائل للمسيحية، و لتتعرف على القديس اغسطين المسيحي الامازيغي و ما قدمه للمسيحية حتى رفعه المسيحيون الى مرتبة القداسة، و لتعرف مذهب الدوناتية المسيحية المنتشرة بين امازيغ شمال افريقيا، و الثورات التي قام بها اتباعها للاستقلال عن روما…
ايها الوزير السابق لا تخض في مسائل تاريخية لبلدك لست على علم بها، و كان الاجدر منك ان تتحدث عن الحاضر و عن كيفية تطبيق حماية حقوق الانسان المغربي الفردية و الجماعية و الثقافية و الدينية…فلا تكرر تلك الاسطوانة المشروخة التي تجعل تاريخ المغرب يبدأ بالإدارسة و كأن المغرب بلد لقيط لا تاريخ له.
سنلتمس لك العذر، فأنت معذور ايها الوزير، دوختك الايديولوجية القومية الشرقية التي نشرها جيلك في المغرب لمحو هويته الأصلية المرتبطة بهذه الارض، و لم تستطع التمييز بين المغرب كتاريخ و هوية و بين المغرب كإيديولوجيا يريد اصحابها محو هويه هذا البلد و جعله الناس لقيطا مجهول الأب.
افتخر بتاريخ وطنك يا وزيرنا، فحضارته المادية تعود الى اكثر من 20 الف سنة حسب ما توصل اليه علماء الآثار…
ذ. الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد