أكادير الحب المخدوع…

بقلم سدى علي ماءالعينين ، نونبر 2019.

مباشرة بعد الخطاب الملكي السامي الذي خصص فقرة من خطابه لجهة سوس ماسة، و بعد أن عول كل الفاعلين ان يكون هذا الخطاب فاتحة لمرحلة جديدة من مسار الجهة،
جاءت مباراة كأس العرش النهائية التي كان من الممكن – بالفلسفة الرياضية لفرانكو- ان تعود إلى غزالة سوس تثمينا للخطاب الملكي،
لكن مغرب محمد السادس يفتح المنافسة للقدرة على الفوز، و لإستعداد كل جهة لتفعيل تصوراته و مقترحات،
فهل يمكن القول إن ماعرفته مدينة اكادير بعد الخطاب الملكي هو ضرب من معاكسة الإرادة الملكية من طرف قوى نافذة ترى في إنبعاث الجهة مسا بمصالحها بالوطن،؟
ولنا في هذا التحليل الإفتراضي اكثر من حجة:
– فبعد العريضة المجتمعية التي تجاوز موقعوها الأربعة آلاف، كسابقة في تاريخ الفعل المدني و العمل الجماعي بالمدينة و المغرب، جاءت مبادرة قبر المبادرة وذلك بنشر مخلوقات تحمل ” مقارج” تحاول ” فبركة” حل ترقيعي لمدارات المدينة، و مهما تعددت اسباب ” التوقف الأضطراري” للمبادرة فإن وهجها تراجع بشكل معاكس لحماس البداية،
– الفريق الذي كان رابحا على الورق يخسر نهاية مربوحة من مستودعات الملابس، و تتم إقالة مدرب صنع فريقا ازعج فرق جهات أخرى، وبدأت المدينة تعيش حالة ” إستمناء” بين تدوينات و مقالات صحفية، حولت رهانات المدينة و الجهة إلى مجرد مصير تتحكم فيه كاتبة، أو أخ واخته، أو رئيس مرهون، أو مكتب شبح، أو منخرطون أجراء للتصويت و الصمت تحت الطلب،
– بعد الخطاب الملكي تحركت آلة صحفية للضرب تحت الحزام في احد رجالات المدينة الفاعلين الأقتصاديين في المجال الإجتماعي و الإنساني و حتى السياسي بالدعم و التشجيع، فتم إلهاء الساكنة بفرضية وجود تهرب ضريبي من رسم الخيال يتجاوز الميزانية السنوية لمجموع مؤسسات الدولة جهويا،
– بشكل خارج الزمن السياسي للأحزاب، و المسار الطبيعي للمؤسسات المنتخبة وتنزيلها لبرامجها التنموية، تجتمع في دورات إستثنائية للمصادقة على شركة للتنمية، لا المنتخبون يعلمون هويتها، ولا المستثمرون يدركون غايتها، فهناك فاعل خارج زمن الجهة يرسم معالم مخطط هجين تباركه ” بهائم” مروضة !! وتصادق عليه مؤسسات منتخبة.
… هذه عينات من مجالات مختلفة، عنوانها البارز معاكسة الإرادة الملكية، مما يؤكد-مما لا يدع مجالا للشك- ان اكادير اليتيمة، هناك على أرضها و انقاض زلزالها وجوه وشخوص تمكنت من مقودها، وتصر ان تسير به في الإتجاه المعاكس كلما إنطلقت مبادرة قد تزعج جهات و رجالات نافدة في مناطق أخرى،
من يعتبر نفسه معبرا عن جذور وعروق واصالة الجهة و المدينة، كل مبادراته تعبد و تخليد لروح الماضي و الموتى،
ومن يعتبر نفسه معبرا عن إرادة صناديق الإقتراع، و شرعية الساكنة، و مخططات الدولة، كل مبادراته تشويه و تمويه، وتعتيم للتاريخ.،
أكادير تكاد تعيش منطقا غريبا:
مدينة اقبرتها الأقدار، وكل محاولة لبناء ماخربته الاقدار هو معاكسة لقدر إلاهي،وكل محاولة لا علاقة لها لا بالإرادة و لا بالإيمان ولو كان مصدرها السلطان،
فهل تعتبرون؟!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد