أورير: الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي ..تكريم الشعراء هو تكريم للمعنى في زمن اللامعنى

تكريم الشاعر والشاعرة هو تكريم للمعنى في زمن اللامعنى من خلال ملتقى أورير الوطني للشعر الأمازيغي لجمعية أورير للثقافة والرياضة  التي احتفت من جديد بالشعر والشعراء

ويبقى الشاعر والجبل هما الصديقان الحميمان لأية لغة وكل شاعر يشكل دفقة ونبض قلب للغته. في دورتها السادسة عشر ” الشعر الأمازيغي بين الدفاع عن القضايا المحلية والدفاع عن القضايا الكونية ”  نظمت جمعية أورير للثقافة والرياضة الملتقى الوطني للشعر الأمازيغي. في ثلاث أيام من العطاء والشعر والتحليل والنقد البناء خلقت جمعية أورير جسورا للتواصل والتعارف  بين الشعراء المحليين والوطنيين  .

في لقاءات أدبية تميزت بطرح الأسئلة التأملية في الشعر الأمازيغي وعرض واقعه الحالي واستشراف مستقبله ونقد  حصيلة المنجز الفني الشعري لتحسينه وتطويره ليستجيب وحاجيات المجتمع لأن الشعر في أخر المطاف إبداع والإبداع ضرورة نفسية وحاجة المجتمع إليه في غاية الأهمية .ففي الكلمات أسرار ودواء وأمل . فالكلمة سر الوجود كما قال هيدكر .

استطاعت جمعية أورير الصامدة أن تعطي بريق الأمل وتنفض الغبار عن قصائد أمازيغية فتغني الشعراء على مختلف أعمارهم وأنماطهم بقصائدهم فمنهم الشعراء الذين اعتمدوا القصيدة التقليدية والشعراء الذين كتبوا بالطريقة الحديثة متمردين على النمط التقليدي للقصيدة ويبقى الجمال سيد الموقف .

ليس من السهل بتاتا أن تستمر جمعية وفق إمكانيات متواضعة في تنظيم مهرجان وصل إلى نسخته السادسة عشر دون دعم حقيقي وموضوعي  لها ما عدا بعض الدعم الذي تقدمه جماعة أورير ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية مشكورين . فهذه الجمعية تستحق دعما يليق بمقامها ومقام القامات الشعرية والفنية الأمازيغية التي تستظيفها كل عام .

هذه الدورة عرفت مشاركة عدة  شاعرات و عدة شعراء  نوروا وأضاءوا منصة الجمعية بعبق قصائدهم . الأنشطة مرت في  فضاءات مختلفة ومتنوعة من فضاء دار الشباب باورير إلى مخيم أسرسيف طريق إيموزار ختاما بمركب تنيت السياحي كلها فضاءات جميلة  توحي بالكلمة وبالفضول للإنصات لها وتذوقها ’

كما أن الجمعية ساهمت في تشجيع الشباب على الكتابة الشعرية فنظمت مسابقة شعرية لهم بمساعدة رابطة تيرا للأدب الامازيغية  من خلال الكاتب محمد اكوناض الذي ساهم بشكل كبير في تاطير هؤلاء الشباب والشابات في قرض الشعر وبنائه ونسج  صوره البلاغية والفنة .

بالإضافة للندوات الأدبية الصباحية عرفت الدورة أمسيات لإلقاء الشعر عبر ثلاث ليال للشعر ثم خلالها استضافت طاقات غنائية كالفنان “عمرأيت سعيد في اليوم الأول وقراءة الفاتحة ترحما  على روح زوجته التي وافتها المنية منذ ثلاث أشهر  و الفنان ”هشام ماسين” في اليوم الثاني والفنانة ”زورا تنيرت” في

اليوم الثالث .

وعرف اليوم الختامي تكريم كل من الشاعر والكاتب حسن اوبراهيم الذي راكم تجربة قوية في الكتابة الأمازيغية كما ثم تكريم الأستاذ والفنان  ‘عمر أيت سعيد ‘ بالإضافة إلى تكريم طاقات أخرى في مجالات البحث العلمي كالأستاذين حسن ساجد و الأستاذ محمد اكراز .وتوقيع ديوان من ذهب للراحل علي صدقي ازايكو.

جمعية أورير بروح شبابها وطاقتهم  وبحكمة الأب الروحي عبدالله بليليض تسير بخطى ثابتة تنتصر للإبداع، تؤرخ للكلمة الموزونة، تنشر السلام والحب و الود في القلوب .

دام لكم العطاء و السخاء يا ساكنة أورير

بقلم ذ.الفنان عمر أيت سعيد

أ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد